عدم نضوج الشخصية لدى أحد الزوجين ما سوف أتحدث عنه في هذه الحلقة .. فعدم نضوج الشخصية ان هو إلا إخفاق الرجل والمرأة في استكمال أسباب النضوج العقلي والنفسي والروحي , والتي تنقل الأول الى طور الرجولة والثانية إلى طور الأنوثة البالغة .. ونضوج الشخصية أو قصورها لا يتعلق بالسن ولا بالنضوج البدني , وان كان هذان العاملان من العوامل المنشطة والمعرقلة في هذا الصدد .. و أهمية نضوج الشخصية في الحياة الزوجية هي نفس أهميته في الحياة العامة .. انه يهييء الذكر لأن يكون رجلا , والأنثى لأن تكون امرأة , ويعدهما لتحمل المسئوليات , ولوضع هذه المسئوليات في المكانة الأولى , والمتعة واللهو في المكانة الثانية .. أو بالأحرى تقديم الواجب على المتعة ..وهذا النضوج لا شأن له بالسن , ولا بالجسم ..

1-

فلا ريب في أننا جميعا صادفنا أمثلة لتلك المرأة التي تتمادى في التعلق بالحب الخيالي الروائي , حتى تعجز عن أن تحب زوجها حبا واقعيا .. فهي تتلمس بعد الزواج ذلك الجو الشاعري الحالم , الذي اعتادت أن تتصوره وهي تقرأ القصص والروايات .. والذي أيقظ مشاعرها أيام المراهقة , وجعلها تعيش بعيدا عن الواقع .. فإذا ما فقد الزواج جدته , ولم يعد تلك المغامرة الجديدة وفقد بريقه بات لا يستهويها ما فيه من أسرار مجهولة , فان فتاتنا الحالمة لا تلبث أن تبحث عن الخيال .. عن حب شاعري جديد , حيث تنشد بغيتها عند رجال غير زوجها ..

2-

ومن النساء ناقصات النضوج , أولئك اللاتي يتطلعن إلى ما فوق مستواهن ومستوى أزواجهن والزوجة من هذا النوع كفيلة بأن تقود زوجها الى أخس الجرائم اذا كان مغرما في هواها الى الدرجة التي تدفعه لعدم التورع عن السرقة أو القتل كي يحصل لزوجته على ما يحقق أطماعها .. وهي كفيلة بأن تحيل حياتهما الزوجية الى عذاب وجحيم , اذا كان زوجها يحبها .. وهناك الزوجة الخمولة والتي لا تميل الى أي عمل من الأعمال التي تحتمها عليها مسئولتها كزوجة وربة بيت وأم .. وهناك الزوجة " المتشائمة " التي تشقي زوجها وتجلب التعاسة لنفسها .. بما تبديه من خوف دائم من الفقر ومن الحمل والوضع وإنجاب الأطفال ومن المرض ..

وهناك الزوجة التي تعيش في الوهم بأنها مريضة .. وهناك الزوجة المفرطة الحساسية التي تشبه الطفل .. والزوجة الأنانية .. وغيرها الكثير وكل هذه أمثلة أسوقها للقارئ العزيز على سبيل التوضيح فقط ..

الدورة الشهرية ومتاعبها الجنسية

ان الحديث عن عن نقص النضوج النفسي , وما يسببه من متاعب في الحياة , يسوقنا الى ناحية من النواحي التي تحتاج فيها المرأة من الرجل مزيد من الرفق وسعة الصدر والأفق معا .. تلك هي الدورة الشهرية ..

فاذا بدت زوجتك في هذه الفترة ميالة الى الشجار والشقاق .. وأسرع غضبا من المعتاد وأشد تهورا , وأقسى لسانا .. وإذا رأيتها أكثر إغراقا في الأكتئاب .. لا تقابل عزيزي الزوج ذلك منها بالغضب والسخط والشجار .. ولا تعمد الى لومها ولا تسرف في تقريعها .. ولكن أحرص على أن تترفق بها .. ذلك لأن الزوجة لا تكون خلال هذه الفترات امرأة عادية كتلك التي تعرفها في بقية أيام الشهر , بل ان هذه الظاهرة الجسمية الطبيعية تكون مصحوبة دوما بحالات نفسية وعصبية غير عادية ..

ضحايا زلات المراهقة

ان الحياة مليئة بأولئك الذين وقعت منهم زلات جنسية وباتوا ضحايا التجارب الخاطئة في سن المراهقة .. وكلهم يتمنون الزواج ولكنهم ينفرون منه بسبب الناحية الجنسية .. وأغلب الذين ينفرون من البنات حيث قضايا الشرف وما إلى ذلك مما نسمع بين الحين والآخر .. وتكون التوبة هي الحل ومصارحة الشريك أثناء فترة الخطوبة فان تفهم الموضوع كان بها وأن لا فلا يجب أن تبدأ الحياة الزوجية وتبنى على غش أحد الطرفين للأخر ..

أما عن الشاب الذي وقع بمثل هذه التجارب فيجب عليه أن يبدأ أولا بتصحيح معلوماته .. فيدرس العلاقة الجنسية من ناحيتها الطبيعية والنفسية .. ونظرته الى الفتيات كافة على صورة الانحطاط التي رآها ومارس شهواته معها .. تكون نظرة ناقصة وغير واعية ..

وعليه أن يتعرف على حقيقة الصراع الذي دار - ويدور في أعماقه وبهذا يستكمل نضوجه ..