أول قصة حب ..
في ذلك المساء وفي عشرينيتي المراهقة كان لي موعدا مع القدر وكان لي موعدا مع القمر ..
كنت أسابق الفكرة واتيه في دهاليز الأنا تناسيت بل وتجاهلت كل الأقمار أخذتني سفينة المجهول الى عالم جديد عالم يعني الكثير لكنه وقبل بزوغ قمري لا يعني لي سوى مثلجات يصنعها من أسمو أنفسهم بالعاشقين .
في نلك الليلة .. وبلا بوادر تسبق العاصفة كانت العاصفة .. انها تستند الى حائط ما داخل غرفتي بوجه ملامحه الطفو ليه تقول لي ألف سؤال ؟
تراجعت الى الخلف من هول الموقف لكن موقفها كتمثال شمعي نحته رسام ماهر أضاع خطواتي الخلفية وأيقظ دواخلي صراعات اللا والنعم ..؟
نحت الحب تلك الصورة داخل وجداني فتراجعت بخطوات شيطانية الى الخلف ومدت يديها بخطوات ربانية الى الأمام
تحدثت نظراتنا قبل كل حواسنا وامتزجت شهود الشفاه قبل ان تنطق القلوب بسمفونيات الحب ..
في تلك الليلة اختلجت وتشتت معايير الحب واختصمت مع سطوة المراهقة في حلبة صراع مريرة ..
حكم المباراة في نلك الليلة أعلن انتصار الحب وبدأ الحب منشيا بهذا الانتصار العظيم وكانت السطور الأولى لمذكرات هذا العاشق المراهق الذي نجاوز الأزمنة بمذكراته العشقية . فكر ان يكتب ويكتب وخاف إن تكون في يوما ما مادة للتسلية او الاستهتار فكتب اول خاطرة منشورة في سماء الحب تقول :
ليت قلبي يا بكاة الحب يدري ..
هل تغير صمتها ام تحول بعدي ..
هل اخذت الحزن في البعد وحدي ..
ام نالت الحزن في البعد مثلي ..
الربيع جاء بالورد فإهدي وردة ..
ودعيه يذرف الدمع فيبكي ..
كان هذا المراهق يتوق كثيرا إن تسطر كلماته احد المجلات المشهورة لتكون بمثابة رسالة حب يهديها لمعشوقته في زمن كان الاتصال فيه محدودا وبالرغم من صعوبة الموقف الا إن الاصرار على النشر كان بمثابة حلم ..
مجلة اليقظة .. تلك المجلة المتميزة آنذاك تبنت نشر كلمات المراهق وكم كانت سعادته وهو يرى معشوقته تقرأ سطوره كأول رسالة حب إليها.