السلام عليكم
فتح لي باب السيارة، كنت أردد بيني و بين نفسي و أنا أضحك من الموقف: يا له من رجل جنتل مان
منالداخل كنت هادئة و سعيدة و لكني كنت أظهر العكس تماما، عصبية، غاضبة، متوترة، فلمأكن أنظر إليه أبدا، و نحن نعبر الشارع، أحسست بيده وراء ظهري فأزحتها بتوتر دون أنأنظر إليه، دخلنا المقهى و كان مليئا بالزبائن و بالشباب و الشابات، لم أكن ممنيرتادون المقاهي إلا قليلا و لكن هذا المقهى بالذات له أثر طيب في قلبي و كنت أحبه،قصدنا طاولة في ركن و جلست فجلس مقابلا لي، نظر إلي و قال: هل هدأت قليلا؟ قلت: ومن قال لك اني لست هادئة، فلا شيء في هذه الدنيا كلها يستحق أنيوترني
طلبنا القهوة، فقلتله: نعم، ما الذي تريد التحدث بشأنه؟ أنا مصغية، قال: لننتظر حتى تأتي القهوة، ربماتخرج الكلمات تلقائيا، كان ينظر إلي و لا يزيح نظره عني، و لكنه لم يقل شيئا، لستأدري، فقد بدا لي أنه لم يكن مستعدا لهكذا موقف، أو ربما كان يفكر في شيء يقوله وأنا كنت أبدو كأنني على أعصابي أنتظر أن يقول ما عنده لأتركه و أذهب، هذا الذي كانباديا علي و لكنها لم تكن الحقيقة، كنت أتظاهر بذلك فقط، فأنا بالرغم مما حدث و مايحدث لازلت مغرمة به، أحبه، لا شيء يقوله قلبي غير هذه الكلمات، كنت أحاول إسكاته ومخالفته الإحساس و لكنه كان يتغلب علي، فلم أكن أجد غير تصرفاتي هذه لأبدو غيرمبالية
جاء النادلبالقهوة، ارتشف منها رشفة و قال هذه القهوة مركزة كثير، و أنا طلبتها خفيفة، فأشارإلى النادل، و طلب إليه أن يغيرها، أخذ قطعة من السكر ليضعها بفنجاني، وضعت يدي فوقالفنجان قائلة: شكرا فأنا أشربها بدون سكر، قال: لماذا؟ هل أنت مصابة بالسكري أمتخشين أن تسمني؟؟ لم أجبه، فاستمر بالحديث: أنا متأكد أنك غير مريضة، و أنت أيضالست سمينة، بالعكس فأنت بحاجة إلى أن تزيدي وزنك قليلا فقد فقدت مؤخرا الكثير منالوزن، ما السبب؟ هل اتبعت حمية؟ يبدو أنك تعتنين بجسمك جيدا، لو لم أكن متأكدالقلت أن الطفلين ولديك بالتبني و لست أن من حملتهم و وضعتهم و بشرتك كالأطفال هلتنفقين كثيرا لتحافظي عليها و........كان يقول أي شيء ربما لأن لا شيء عندهليقوله
جاءت القهوة مرةأخرى، وضع قطعتي سكر و ارتشف رشفة، و النادل ما زال ينتظر، قلت له: اذهب أنت، شكرا،حينها فقط تذكرت، أنه لا يشرب القهوة، ففي محادثة بيننا على المسنجر كنت أكلمه عنإدماني للقهوة، فقال لي: أنا لا أحب القهوة و أكره السجائر ، وبعدها حكى لينكتة تقول: أن رجلا ذهب إلى عرافة و قال لها: هل سأعيش أربعين سنة أخرى، انظريالأوراق و أخبريني، فقالت له:هل تدخن؟ قال: لا، هل تشرب؟ قال: لا: هل ترافق النساء؟قال: لا فردت عليه: لا تفعل أيا من هذا، فلماذا تريد أن تعيش أربعين سنة، متأفضل
تذكرت هذهالنكتة فضحكت رغما عني، نظر إلي مبتسما و قال: ما بك؟ لماذا تضحكين؟ قلت: لماذاتشرب القهوة؟ فأنت تكرهها، قال: و ما أدراك أنت أنني لا أحب القهوة، فقد حاولت ماأمكن أن لا أظهر علامات القرف منها على وجهي، قلت: العلامات لم تظهر، و لكنك أنت منأخبرتني أنك لا تحب القهوة، ألا تذكر؟ سكت قليلا و كأنه يحاول أن يتذكر و بدا عليهأنه لم يفعل فقال: أعتقد ذلك نعم نعم أنا أذكر، لم أصدقه، فقلت له: تتذكر أليسكذلك؟ قال: بالطبع، قلت إذن أخبرني عن حديثنا الذي أخبرتني من خلاله أنك لا تحبالقهوة، سكت، كان ينظر إلي فأزعجتني نظراته، فقلت: أنت لا تذكر شيئا، بل تدعي ذلك وتقول: أنا لا أكذب، أكره الكذب
و لماذا تطيل النظر إلي هكذا؟ ألم ترني من قبل؟ قال: أنا لا أقصدالكذب فأنا أتذكر أنني أخبرتك ذلك و لكني لا أذكر الحديث كاملا، و أنا أنظر إليك وكأنني أراك لأول مرة فعلا فأنت اليوم غير كل مرة بالإضافة، المقهى مليئة بالفتيات،أخاف أن أنظر إلى إحداهن فتأتي و تخطفني منك
كان يبتسم و هو يقول هذا، نظرت إليه و قلت: شخصمغرور بكل ما للكلمة من معنى: كيف لم ألحظ ذلك من قبل، هل كنت عمياء؟ قال: و اللهلست مغرورا، فهذا الذي يحدث، كلما نظرت إلى فتاة تصطادني، قلت: الذي أعرفه أن غريزةالصياد تمتلك الشباب و ليس الفتيات فقال: أين تعيشين أنت؟ نحن في زمن قلبت فيهالموازين، قلت: حتى و إن كان هذا صحيحا، أنت من يجب أن يتمالك نفسه، أنت برفقتيالآن، و أنا لا أعتقد بأن الوقاحة قد تصل بفتاة إلى أن تصطاد رجلا و هو برفقة امرأةأخرى، التي قد تكون زوجته، قال: ما رأيك أن نجرب؟؟ قلت: احترم نفسك و إلا ذهبت وتركتك، قال: أنت تغارين، قلت: ليس هناك ما أغار عليه
كنت أكره غروره و اعتداده بنفسه، نعم هو وسيم جداو لكني لا أعتقد أن فتاة ستنظر إليه و هو برفقة امرأة أخرى، ثم أي فتاة تفعل ذلكإلا إذا كانت ساقطة
نظرتإليه بامتعاض و أنا أرتشف قهوتي، فقال: أنت لا تصدقنني أليس كذلك؟ قلت: لا أعتقد أنهذا هو الموضوع المهم الذي طلبت إلي أن نتحدث بشأنه، قال: أنت تتهربين من الموضوعلأنك غيورة، قلت: ما الذي تريد تجربته بالضبط أو تتجرأ على اصطياد فتاة و أنا معك؟قال: أنا لن أصطاد أي فتاة، أنا أريدك فقط أن تصدقي أنني لست أنا ما يطارد الفتياتهن من يطاردنني: فقلت متهكمة: يا مسكين، و كيف ستجعلني أصدق؟؟ قال: اختاري أنت منالفتيات اللاتي في المقهى أي واحدة، أي واحدة، فقلت: و بعد ذلك، أنت ماذا ستفعل؟قال: لا شيء، أنت فقط اختاري و انظري، كنت أضحك مستهزئة به و أقول له: أنت شخص تافهمريض يلزمك طبيب، إذا كان هذا ما أتيت بي لأجله، فأنا آسفة يجب أن أذهب، قال: انتظري، لا تذهبي، كنت قد وقفت، قلت: ماذا تريد فقد مرت نصف ساعة معك في التفاهة وأنا لم أتعود على إضاعة الوقت ، قال: اجلسي الآن، و بعد ما قلته يجب أن نتحدث، جلستو قلت: نعم؟ قال: أريد وعدا أنك لن تذهبي حتى أنهي كلامي و لن تنصرفي و تتركيني،أحسست بالخوف مما سيقوله و لكني قلت: نعم أعدك سأتركك لتنهي كلامك
قال: معك حق، ما نفعلهالآن هو إضاعة للوقت، فأنت لا تريدين أن نذهب للبيت، كنت تمضين معي الساعات و لمتحسي يوما أنها إضاعة و هدر للوقت،( كان وقع كلماته علي كالسكاكين تغرس في جسديكله، كنت سأذهب و لكني تراجعت، و قلت لنفسي، ليكمل حديثه و بعدها لن يراني ثانية) لماذا فجأة أصبحت تتمنعين و ترفضين؟، ألم تشعري بالرضا و السعادة بين يدي؟، ألاتشتاقين لتلك اللحظات؟، كان يتحدث و أنا أنظر إلى فنجان القهوة كان يتكلم و يمررسبابته على يدي ، اقشعر بدني للمسته فسحبت يدي بسرعة، كان يتحدث و يتحدث و أنا أنصتدون أن أنبس ببنت شفة، ماذا؟ أأصبحت تكرهين أن ألمسك، لماذا تنفرين مني؟ قلت: مرة شهران، لماذا عدت الآن؟؟ ألم تكن الفتيات كافيات ليشبعن رغبتك و غرائزك؟؟ لقدنلت مني و حصلت علي، اتركني و شأني، لا أريدك، لم أعد أرغب في رؤيتك، قال: ما كنتسترفضين لو كنا وحدنا، أنا واثق، قلت: لن نكون يوما وحدنا، فما مضى مستحيل أنيعود،
كنت ألفظ هذه الكلمات منوراء قلبي، و لكنني قررت أخيرا أن أقف بحزم مع نفسي و معقلبي
قال: لماذا؟ لماذا لنيعود؟ هناك آخر، أليس كذلك، أنا متأكد، فامرأة مثلك لا تستغني عن رجل فيحياتها
كنت أنتظر أن يذكرموضوع ابنة خالي، و حديثهما على المسنجر، و لكنه لم يأت على ذكر الموضوع، قلت له: أنت لا تفكر إلا في الأشياء القذرة، ألم تشعر أبدا أن ما فعلناه خطأ لا بل خطيئة، و يجب التوبة عنه و عدم العودة، ابتسم وقال: أو لم تكوني تعلمين أنه كذلك أنت؟ قلت: بلى، علمت، كنت أعلم طوال الوقت، و كنتنادمة كذلك طوال الوقت، و كنت أحاول أن أقلع طوال الوقت، أظنه الوقت المناسب، قبلأن تقبض روحي و أنا معك، اتركني، لا تتصل بي، اكسب في ثوابا و دعني أنساك، آذيتنيبما فيه الكفاية، حبي لك جعل غشاوة على عيني فلم أر ما كنت أفعله، و كأنني كنتمسيرة، و كأنني لم تكن لي الخيرة من أمري، أنا الآن لست تلك المرأة التي استسلمتلك، كنت أقول هذا و العبرات تخنقني ، لم أكن أعلم حينها إن كنت أبكي لأنني نادمة أملأنني أفارق حبيبي
قال: الشيء الوحيد المتأكد منه أنك ربما لم تعرفي رجالا غير زوجك في حياتك، قلت: و مايدريك أنت؟ قال: يمكنني أن أعرف، فتجاربي و معرفتي بالنساء تجعلني شبه متأكد من هذاالأمر، قلت: نعم، في هذا أنت الأدرى، فأنت زير نساء، و لكن لم يعد يهمني رأيك بي،لأنني و لو كنت أحتضر و وصفوك كعلاج لي، فأنا أفضل الموت على العودة إلى ما كنتأفعله معك، ألم تقل لي انسي، نعم سأنسى، سأنساك، قال: أحقا أحببتني؟ قلت: نعم، ولكن ما أدراك انت بالحب؟ قال: لماذا كذبت؟ قلت: أرجوك لا أريد الخوض في هذا الموضوعبعد، قال: آه، نسيت فأنت في يوم ما قررت أن تخبريني الحقيقة، و لكن بطريقة مميزة،قلت: عم تتحدث؟ أنا لا أفهم، قال: و هل أبدو لك غبيا؟ المسنجر الآخر، و ادعائك أنكالصديقة التي تريد مصلحة صديقتها و و و و و و و كرسيتيان و كل الأكاذيب... ما كانكل ذلك براءة؟ قلت: أو حقا تعتقد أنني أنا من كانت تعبث بك ؟ كنت أتمنى لو كنت بذاكالخبث، ما كانت هذه حالي، قال: لست أنت، من تلك إذن؟ قلت: لا يهم فالموضوع انتهىبالنسبة لي و لا أريد الخوض فيه، قال: أقسمي أنك لم تكوني أنت؟ قلت: أقسم أنني لمأكن أنا
أخذنا الحديث، كانكلانا هادىء، و بكل هدوء قلت له: هل نذهب؟ أظن أن الكلام قدانتهى
قال: أهذا وداع؟انظري إلي، ارفعي عينيك و قولي: نعم، هذا وداع، و أنك كففت عن حبي، كنت أحبس دموعيالتي بدأت تخونني، رفعت عيني و نظرت في عينيه و أنا أقول: نعم محمد، هذا وداع، سأكفعن حبك قريبا أعدك، فرت دمعة من عيني دون أن أستطيع حبسها
قال: هل صحيح؟ ستتزوجين ذاك الرجل؟ قلت: لست أدري،ربما أتزوجه، إن كان هذا سيحميني من الوقوع في أيدي أمثالك، أو ربما أتزوج غيرهلأصون نفسي عن الحرام، قال: طبعا، فالراغبون بك كثر، أليس كذلك، فأنت مطمع كلالرجال، قلت: انظر، أترى أحدا ينظر إلي، لا أحد، قال: غير صحيح، كلهم ينظرون إليك ويحسدونني لأنني جالس معك أنت فقط لم تلاحظي لأنك لا تنظرين إليهم، إنهم فقط لايتجرأون على الإقتراب منك لقناعتهم أنهم لا يستحقون امرأة مثلك، كانت هذه أعذبكلمات أسمعها منه، لا، بل في حياتي كلها، كنت مصغية إليه و دموعي قد خانتني فأطلقتلها العنان، كنت أبكي دون صوت، فاستمر في حديثه: أتعلمين، كنت أسعد رجل عندماالتقيتك أول مرة، برغم أنك أخبرتني أنك متزوجة، لم أتردد في الحصول عليك، و لو لمرةواحدة، لا يهم، من يقاوم امرأة مثلك؟ صحيح عاتبت نفسي بعدها، و أنا أقول: البناتكثيرات، لماذا هذه؟ و لكني كنت أسكت ذاك الصوت بداخلي قائلا: و لا واحدة هي مثلها،صعقت عندما علمت أنك أرملة، كنت كالأبله ذاك اليوم الذي أخبرتني فيه تلك الفتاة أنكأرملة، حدثثت نفسي قائلا: من الغبي الذي تركها و مات؟
ابتسمت لذكر زوجي، و دموعي لا تتوقف، مسحتهابمنديل ورقي و قلت: يكفي لقد تعبت و تأخر الوقت يجب أن أذهب، قال: ألن أراك ثانية؟قلت: لا، لأ أعتقد ذلك، هذا أفضل لي و لك، كنت أدير وجهي للحائط و ظهري لكل المقهى،فقال لي: ابقي قليلا ليختفي أثر البكاء من عينيك وبعدها اذهبي، قلت: إن بقيت فلنأتوقف عن البكاء، قال: سأحكي لك نكتة، ستضحكين و ستتختفي الدموع، قلت: هات ما عندك،فبدا يجكي واحدة تلو الأخرى، فتوقفت عن البكاء، نهضت من مقعدي، أدرت رأسي لأرىالنادل، أشرت إليه، فقال لي حبيبي: إن امرأة قادمة باتجاهنا، قلت: هل تعرفها أنت: قال: لست أدري، ربما، أرجوك لا تغضبي، قلت: و لم سأغضب؟ لم يعد يهمني، أنسيت أننانودع بعضنا وصلت السيدة، أستدرت لأجدها إحدى معارفي، سلمت علي بحرارة: كيف حالك، اشتقنا لك كثيرا، لم تعودي تظهرين، قلت: مشغولة و الله، نظرت إليه و قالت: واضح، من الوسيم ألن تعرفينا؟ نظرت إليه، فرفع حاجبيه و كأنه يقول لي: ألم أقل لك؟إنهن لا يتركنني و شأني، قلت: طبعا، فعرفتهما على بعض، و لكنها لم تكتف، و بدأت فيأسئلتها الفضولية، و طلبت أن أزورها، فقلت: إن شاء الله سأحاول، فقال: أحضري صديقك،لا تنسي، و ذهبت و هي تضحك، جاء النادل، أصرحبيبي أن يدفع الحساب، فلم أصر كثيرافالأمر لا يستحق، قلت: إذن أتركك، اهتم بنفسك، و حاول أن تتزوج، فبدأ يضحك و قال: ومن ترضى بي زوجا؟ قلت: يا الله، ألم تقل قبل قليل أنهن لا يتركنك و شأنك، اخترإحداهن زوجة لك، قال: إنهن يقبلن بي فقط عشيقا، أما زوجا، فظروفي المادية لا تقبلهاو لا واحدة، لم أرد الخوض في هذا الحديث فهو سيأخذني و لن ننتهي، فقلت: الله يصلحالحال،
و ددت لو بقيت أكثرمعه، و لكن الوقت لا يرحم، خرجنا معا من المقهى، و عند الباب سألته: هل أقلك فيطريقي؟ قال: لا أنا سأعود للعمل الآن و هو عكس اتجاهك، مددت يدي لأصافحه أمسك بها ولم يرد أن يفلتها، كان ينظر إلى الأرض، و أنا أنظر إليه و أحاول سحب يدي من بينراحتيه، رفع عينيه إلي، نظر في عيني و قال: أنا أيضاأحببتك
كانت عيناه و هويقولها مختلفتان، رغبت في الإرتماء بين أحضانه و البكاء، أوصلني إلى السيارة و هولا يزال يمسك بيدي، طبع قبلة على ظهر يدي و هو يودعني و ذهب، و ما إن بقيت لوحديبالسيارة حتى اجهشت بالبكاء، لست أدري كبف وصلت إلى بيتي
دخلت بيتي و أنا حانقة على حبيبي، كيف لم يعارض رغبتي؟ لماذاوافق على فراقنا بهذه السهولة؟كانت آخر كلمة قالها لي: أنا أيضا أحببتك ، ظلتتلك الكلمة تترد في رأسي، و لم تغادرني أبدا، كنت أحدث نفسي قائلة: أو تلك كلمةتقال عند الفراق؟ لماذا قالها؟ أفعلا أحبني؟ نعم، فهو ربما أحبني بطريقته، فلكل مناطريقته في الحب، ربما أحبني مثلما أحب كل النساء
لمتكن صورته و لا صوته يفارقان مخيلتي، كنت أتعذب كلما تذكرت أنني أنهيت كل صلة لي بهو أنني لن أراه ثانية، و لكني كنت أواسي نفسي قائلة: ربما ألتقيه صدفة، فهو يسكنبالقرب مني لا يفصلنا إلا شارعين، سأراه من بعيد و لن أحرم منه بشكل نهائي، أفكاريكانت تعذبني
فتحت جهاز الكمبيوتر و أنا عازمة هذهالمرة على محو عنوانه الإلكتروني من قائمة الأعضاء، نظرت إلى القائمة و قمت بكلالخطوات لمحو العنوان، محوته، حاولت أن أشغل نفسي بشيء آخر و ابتعدت عن الجهاز لكيلا أضعف مرة أخرى، و سأنتظر ليمر الوقت و سأنساه، ماذا سأفعل يا ربي إن عقلي لايتوقف عن التفكير به، إنني حقا أتعذب، أفضل طريقة هي عدم فتح المسنجر نهائيا
كنت سعيدة، لست أدري السبب، و لكن ربما لأني انهيت كل علاقة لي بحبيبي وبكرستيان
ربما، ربما، لست أدري لماذا، و لكني يومها كنتسعيدة، فشعرت بالحرية، لا وجود لكريستيان و لا لحبيبي، آه لو علم كم أحببته، حبيبيالمغرور هذاأخيرا سأعود لحياتي الطبيعية، حاولت ألاأفكر في خالي و ردة فعله، فبالتأكيد هو لحد الآن لا يعلم بالذي جرى بيني و بينكريستيان، لأنتظر إلى أن يعلم
و انتظروني في اخر جزءءءءءء الليلة باذن الله