عشقت الادب منذ نشأتي الاولى ...
فطمتني امي عن حليبها ...
ولم يفطمني الادب عن روائعه ..
حتى خالج دمي ولحمي واستوطن بداخلي...
تعليمي بسيط فلست من اصحاب الشهادات الممهورة بالاختام ..
لم اولد وفي فمي ملعقة من ذهب ..
ولكن تعلمت بان لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأأأس ...
2- إالي اين كانت تبحر السفينة بك ؟
لم اكن اعلم في الواقع .. حيث اني كانت هاربا من ميناء عشق ..
من حب قتل الفواد ..
و اغتصب الوفاء وهشم مابقي من انسانيتي ..
ولم اكن اعلم قبلها بان الوهم هو احلى حقيقة في الغرام ...
فتهت في صحاري الظلم حتى رمتني الاقدار على قارب صغير في البحر ..
قد اثقل كاهله السفر .. وابلاء امواج البحر العتيد اخشابه ..
لايستيطع سوى حمل ثلاثة اشخاص على جوانبه المهترءة ..
لم تكن معي اي وسيلة لمعرفة اتجاهي .. سوى دليلي المؤمن ..
فهاج بنا البحر وماج ...وزمجر بامواجه التي تشتهي ابتلاعنا ...
فكان لا بد من رمي احدنا ... ليخف وزن القارب ...
فــ إتفقنا على من يكون اكثرنا يأسا واعظمنا بؤس هو الاحق برميه ... فـ تسابقنا على ذلك ..
فــ كان الاول عذره ماله وتجارته التي راحت كرماد يذروه الرياح ... ولم يعد يملك إلا ذكرى موجعة ...
وكان الثاني قد اوتي من الملك والسيادة الكثير ... فانقلبت الدنيا ( كعادتها ) لتجعل منه ..
مجرد طريدا يبحث عن عيشه في يوم ذي مسغبة .
وكنت ثالثهم .. قد اعطب الحزن قلبي و قتلت الخيانة روحي .. واستولى الكذب على ماتبقى من مشاعري ...
فكنت الاحق بالموت منهم .. فالمــال قد يستطيع الانســـان جمعه من جديد...
والملك والسيادة قد ترجع لصاحبها في يوم من الايام ..
ولكن الحب حين تغيب شمسه لا تنتظر ان تعود من جديد .. فكاني املي في الحياة مستحيلا...
3- كيف وصلت إلى الجــزيرة ؟
حين كاني حظي ان اقفز في البحر وانتظر منيتي ..
اتت إالي حورية قد اصبغها الله من الجمال والانوثة ..
فابحرت بي الى شاطى الجزيرة وقد اتخذت الصمت وشاح لهــا..
وكان لسانهاا حاله يقول:: لم يزل لك عمرا تعيشه ...
4- ماذا كان شعورك اول مافتحت عيونك على الجزيرة واهلها ؟
كانت الصدمة و الحزن ليس من الجزيرة .. بل من البحر .. فحتى البحر ابى ابتلاعي !!!
عموما كانت الجزيرة جنة الله في الارض ..
او كانها مدينة ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البــــلاد ...
فردوس امتد إخضراره لابعد مدى واشجار ناطحة السحاب بفروعها ..
5-ايش حصلت على ادوات جاهزة او صنعت من اشياء ؟
كانت نيتي في الموت اقرب منها للحياة ولكن تذكرت قوله سبحانه ( وبشر الصابرين )
فاستجمعت قواي وجلدت ذاتي ... وشددت همتي .. فـ طفقت ابحث عن مكان ياويني
حتى وجدت كهف في وسط الجزيرة ولجئت اليه .. ومنه بدات البحث عن طعام الجسد .. اما طعام الروح... (فقد صامت الروح عنـــه ) وكنت اجد احيانا فأس .. وتارة حطب يشتعل ..
و اشياء تساعدني على البقاء ..
7- مخلوق كان عدوكـــ ؟
كان الياس عدوي فكلما حاولت نفض غبار الماضي .. ياتي يعدو بكل قوة ليجهض روحي ويكتم انفاس تفاؤلي .. وكنت اتذكر قوله تعالى ( ولا تقنطوا من رحمة الله ) ..
8- شخص متعلق على الاشجار ؟
كانت هناك حركة غريبة على الاشجار .. تراقبني .. تتبعني .. لم استطيع تمييز معالمها او صاحبهـــا ..
9- شخص يمشى على الشاطئ ؟
كان هناك شخص اراه من بعيد فاصرخ مناديا ومرحبــا واركض اليه مسرعا ..
وحين اصل إاليــه اجده مجرد سراااااااااااااااااب فهل عرفتم من هو ؟؟؟
10- شخص كاد ان تسبب في مقتلي ؟
كانت ذكراي الحزينة واطياف الماضي هي قاتلتي حقيقة مع انها مجرد صور ...
فالانسان قد يتغلب على اي شي يريد هلاكه ... إالا اذا كان ضعيفا من الداخل وسهل الكسر فهو قاتل نفســـــــــه ..
11- شخص قضيت معه اجمل الاوقات ؟
كانت استمع لحديث الاشجار مع بعضها ... ونسيم الصبح حين يداعب ضفاف البحر ...
فكان لي الصفاء الذهني الذي جعل مني اراجع دفاتري ... ولكن صنعت قلما من اشجار الصفصاف .. ومن لحاء الاشجار ورقا .. فبدات الكتابة .. وكان جل وقتي استمع بالكتابة ..عن كل شي وفي كل شي ..
12- الثرثرة على الجزيرة ؟
لم اعتبر يوما ينطق العربية ثرثرة ..
13- كيف نجوت من تلك الجزيرة ..؟
نجاتي كانت نوعان .. النوع الاول هي حين كنت اجد بين الوهلة والاخرى اداوت تساعدني على البقاء .. ولم اعرفها من يسقطها لي !!!!
والنجـــاة الثاني :: اني صباح احد الايام رايت ملاك يتهادى في صورة انســـان ..
وقد اضــــاء ماحاوله بهالة من الوهج اللطيف ..
فاندهشت مما رايت فاصبح يقترب ذلك النور مني .. وانا متجمد في مكاني وكان على راسي الطيــــر .. فبادرني بالسلام .. فكان له ما اراد ..
وقام بسرد حكايتي وسبب هروبي من عالمي وكانه معي لحضة بلحضة ...
فاخبرني ذلك الصوت بانه هو من انتشلني من غياهب اليــــــم في صورة حورية ...
وهو من كان يضع لي ااداوت تساعدني في محنتي ..
فتعجبت من صاحب الصوت وسالته لمـــا انا بالذات ...
فاجابني بان لكل شخص ملاك يحرسه وانا مكلف بحراستك والعناية بك ..
وبقي ان احملك على جناحي واطير بك الي حيث تريــــــــــــد ...
فقلت له :: وهل ستجيبني عن سؤال واحد فقط ..
اجابني موافقا ..
فسألته ان اقترب من وجهه واتمعن في ملامحـــه ..
فكان لي ماردت ... فقررت البقــــــاء في الجزير ة معاه والعيش بجاوره ..
العرض العادي
