الرهز : بسكون الهاء ويسمى أيضا الإرهاز ، وهو عبارة عن حركات وأصوات وألفاظ ، تصدر عن الرجل والمرأة أثناء الجماع تعظم بها لذتهما وتتقوى بها شهوتهما , ([2])ويتضمن فحشا في المقال لايكون إلا بين الزوجين لهذا الغرض الطيب وأما في غير ذلك فهو مذموم ويدل عليه قوله e : ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء .
وهو العرابة والرفث في القول عند جمع من السلف ومن ذلك ماصح عن ابن عباس t أنه كان يرتجز وهو محرم يقول :
وهن يمشين بنا هميسا إن يصدق الطير ننك لميسا
فقيل له : أترفث وأنت محرم , قال : إنما الرفث ماروجع به النساء .
وصح عنه أيضا أنه قال : الرفث غشيان النساء والقبل والغمز وأن يعرض لها بالفحش من الكلام ونحو ذلك .
وقال عطاء : الجماع ومادونه من قول الفحش .
وقد ذكرنا في صفة نساء الجنة أنهن عربا والمرأة العربة هي الخفرة المتبذلة لزوجها كما قال الشاعر :
يعربن عند بعولهن إذا خلوا فإذا همو خرجوا فهن خفار
والخفرة شديدة الحياء ، والمتبذلة المتهتكة التي نزعت ثوب الحياء .
وأعرب الرجل إذا تكلم بالفحش وقبيح الكلام ومنه قولهم : لاتحل العرابة للمحرم يعني لايعرب امرأته بكلام يلذذها به وهي محرمة .
روي أن امرأة كانت عند عائشة بنت طلحة وقد جاء زوجها فتنحيت فدخل وهي تسمع كلامهما فداعبها مدة ثم وقع عليها فشخرت ونخرت وأتت بعجائب من الرهز وهي تسمع فلما خرج قالت لها : أنت في نفسك وشرفك وموضعك تفعلين هذا ؟ قالت : إنا نستهب لهذه الفحول بكل مانقدر عليه وكل مايحركها فما الذي أنكرتيه من ذلك ؟ قالت : أحب أن يكون ذلك ليلا , قالت : إنه يكون ذلك ليلا وأعظم منه ، ولكنه حين يراني تتحرك شهوته وتهيج فيمد يده إلي فأطاوعه فيكون ماترين .
وروي أنها قالت لها : إن الخيل لاتشرب إلا بالصفير .
وروي عن ابن عباس إنه سئل عن الشخير والنخير عند الجماع فقال : إذا خلوتم فاصنعوا ماشئتم . ([3])
والمرأة تمتدح بإجادتها للرهز لما فيه من متعة لزوجها :
قال الشاعر :
ويعجبني منك عند الجماع حياة اللسان وموت النظر
وروي أنه لما زوج أسماء بن خارجة ابنته من عبيد الله بن زياد قيل :
جزاك الله ياأسمـاء خـيـرا كـما أرضيت فيشلة الأمير
بصدع قد يفوح المسك منه عظيم مثل كـركرة البعـير
فقد زوجـتها حسناء بكرا تجيد الرهز من فوق السـرير
والفيشلة : حشفة الذكر ، والصدع : الشق ويعني به فرجها ، وكركرة البعير: رحله .
وقيل : عرضت على المتوكل جارية فقال : ماتحسنين ؟ فقالت : عشرين فنا من الرهز ! فاشتراها .
وروي أن رجلا جاء لعلي بن أبي طالب فقال له : ياأمير المؤمنين إن لي امرأة كلما غشوتها تقول لي : قتلتني ! قتلتني ! فقال له : اقتلها وعلي إثمها .
وروي نحوه عن الشعبي حيث قال له رجل : ماتقول في رجل إذا وطىء امرأته تقول : قتلتني ! أوجعتني ! قال : اقتلها ودمها في عنقي .
وقد أوشك عقيل المزني أن يقتل ابنة له ضحكت فشهقت في آخر ضحكتها من غيرته المفرطة .
ويأتي في صفة المرأة الصالحة قول الأعرابي : التي إذا ضوجعت أنت , يعني أنينها في رهزها ,
وروى ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان أنه راود زوجته فاختة فنخرت نخرة شهوة ثم وضعت يدها على وجهها فقال : لا سوأة عليك فوالله لخيركن النخارات والشخارات , وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر .
وذكر السيوطي في كتابه رقائق الأترج أن أحد القضاة جامع زوجته فتدللت ونخرت فنهاها عن ذلك فسكتت فلما أراد جماعها ثانيا قال لها : عودي إلى ماكنت عليه .
وسئل أحدهم عن الحب فقال : هو القعس الشديد والجمع بين الركبة والوريد ورهز يوقظ النائم ويشفي القلب الهائم .
وقال الأحنف : إذا أردتم الحظوة عند النساء ، فأفحشوا في النكاح وحسنوا الأخلاق .
وقال رجل لابن سيرين : إذا خلوت بأهلي أتكلم بكـلام أستحيي منه , قال : أفحشته اللذة . ([1])
وقال البيضاوي في تفسيره : الرفث كناية عن الجمع لأنه لايكاد يخلو من الرفث وهو الإفصاح بمايجب أن يكنى عنه .
وقال في المصباح المنير : الرفث يكون في الفرج بالجماع وفي العين بالغمز للجماع وفي اللسان للمواعدة به .
ويكون الرهز بالكلام الفاحش البذيء كالتصريح بالنيك وطلبه ، وبالألفاظ الدالة على الاستمتاع وبلوغ غايته مثل قتلتني ، أهلكتني ، ذوبتني ، دوختني ومايشابهه ، وبالأصوات كالنخر والشخر والأنين والتأوه والتأفف والصراخ والتزمم وتقليد صوت الخوق وهو صوت الذكر عند دخوله الفرج وخروجه ويسمى هذا الصوت خاق باق ونحو ذلك ، ويكون أيضا بالحركات والإشارات بالفم كالعض على الشفة السفلى بالأسنان أو دلع اللسان مثلا وبالعين كالغمز والنظر الطويل إلى الفرج ونحوه وبالأصابع كتحريك الوسطى أو التحليق بالإبهام والسبابة مع إدخال الوسطى من اليد الأخرى في الحلقة أو مص الوسـطى ونحو ذلك .
وقد تقدم قول الشاعر :
ولي نظرة لو كان يحبل ناظر بنظرته أنثى لقد حبلت مني
ويلحق بالرهز بعض الكلمات أو الأشعار المثيرة قبل الجماع كما روي عن الرشيد أنه اشترى جارية ماجنة فقدم لها طبقا من الورد وطلب منها أن تقول في لونه الجميل شعرا فقالت :
كأنه لون خدي حين تدفعني كف الرشيد لأمر يوجب الغسلا
فاستثارته فأخلى المجلس وواقعها .
وياحبذا الاغتسال معا وتجاذب أطراف المداعبات : وفي الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله e من إناء بيني وبينه تختلف أيدينا عليه فيبادرني حتى أقول دع لي دع لي .
حتى المداعبة في الأكل والشرب بإشارات جنسية : فعن عائشة رضي الله عنها أيضا قالت : كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي e فيضع فاه على موضع في فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض ثم أناوله النبي e فيضع فاه على موضع في .
ورأى معاذ t امرأته دفعت إلى غلامه تفاحة قد أكلت منها فضربها , وذلك لأن المرأة لاتفطن لتلك المعاني غالبا ، وإلا فإن تلك الأمور قد تصل مع بعض الرجال لحالة مرضية وهي الكلف بآثار النساء وملابسهن لاسيما الداخلية ، كما أشرنا إلى ذلك من قبل .
نصائح من محب :
إن الزوجة حين تبادر بالجنس زوجها يشعر بفحولته وحاجة المرأة إليه .
ليس للجنس موعد محدد أو تخطيطات مسبقة وإنما تلعب العفوية فيه الدور الأساسي .
المعروف أن الرجل أسرع إثارة من المرأة وهو يصل للذروة قبلها غالبا فربما أنزل قبل أن تنزل المرأة وقد يحتاج للاسترخاء فإياك من الغضب أو السخرية منه فيصاب بفشل جنسي تام فعلى المرأة أن تجعله يمهلها حتى تقضي نهمتها بأساليب لطيفة .