مون فايس ..:: مشرفه دليل المطبخ والتغذيه ::..



الليلة الثامنة والأربعين بعد المئة

قالت شهرزاد :


بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب الذي اسمه عزيز قال لتاج الملوك :
فلما دخلت الزقاق الذي يقال له زقاق النقيب فمشيت فيه فبينما أنا ماش في ذلك الزقاق وإذا بعجوز ماشية وفي إحدى يديها شمعة مضيئة وفي يدها الأخرى كتاب ملفوف فتقدمت إليها وهي باكية العين وتنشد هذين البيتين :
له در مباشـري لقدومكـم ........ فلقد أتى بلطائف المسموع
لو كان يقنع بالخليع وهبته ........ قلباً تمزق ساعة التـوديع
فلما رأتني قالت لي :
يا ولدي هل تعرف أن تقرأ ?
فقلت لها :
نعم يا خالتي العجوز .
فقالت لي :
خذ هذا الكتاب واقرأه .
وناولتني إياه فأخذته منها وفتحته وقرأت مضمونه إنه كتاب من عند الغياب بالسلام على الأحباب فلما سمعته فرحت واستبشرت ودعت لي وقالت :
فرج الله همك كما فرجت همي .
ثم أخذت الكتاب ومشت خطوتين وغلبني حصر البول فقعدت في مكان لأريق الماء ثم إني قمت وتجمرت وأرخيت أثوابي واردت أن أمشي وإذا بالعجوز قد أقبلت علي وقبلت يدي وقالت :
يا مولاي الله تعالى يهنيك بشبابك ولا يفضحك أترجاك أن تمشي معي خطوات إلى ذلك الباب فإني أخبرتهم بما أسمعتني إياه من قراءة الكتاب فلم يصدقون فامش معي خطوتين واقرأ لهم الكتاب من خلف الباب واقبل دعائي لك .
فقلت لها :
وما قصة هذا الكتاب ?
فقالت لي :
يا ولدي هذا الكتاب جاء من عند ولدي وهو غائب عني مدة عشرة سنين فإنه سافر بمتجر ومكث في الغربة تلك المدة فقطعنا الرجاء منه وظننا أنه مات ثم وصل إلينا منه هذا الكتاب وله أخت تبكي عليه في مدة غيابه آناء الليل وأطراف النهار .
فقلت لها :
إنه طيب بخير فلم تصدقني .
وقالت لي :
لابد أن تأتيني بمن يقرأ هذا الكتاب فيخبرني حتى يطمئن قلبي ويطيب خاطري وأنت تعلم يا ولدي أن المحب مولع بسوء الظن فأنعم علي بقراءة هذا الكتاب وأنت واقف خلف الستارة وأخته تسمع من داخل الباب لأجل أن يحصل لك ثواب من قضى لمسلم حاجة نفس عنه كربة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من نفس عن مكروب كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب يوم القيامة وأنا قصدتك فلا تخيبني .
فقلت لها :
سمعاً وطاعة .
وتقدمت فمشت قدامي ومشيت خلفها قليلاً حتى وصلت إلى باب دار عظيمة وذلك الباب مصفح بالنحاس الأحمر فوقفت خلف الباب وصاحت العجوز بالعجمية فما أشعر إلا وصبية قد أقبلت بخفة ونشاط فلما رأتني قالت بلسان فصيح عذب :
ما سمعت أحلى منه يا أمي أهذا الذي جاء يقرأ الكتاب ?
فقالت لها :
نعم .
فمدت يدها إلي بالكتاب وكان بينها وبين الباب نحو نصف قصبة فمددت يدي لأتناول الكتاب وأدخلت رأسي وأكتافي من الباب لأقترب فما أدري إلا والعجوز قد وضعت رأسها في ظهري ويدي ماسكة الباب فالتفت فرأيت نفسي في وسط الدار من داخل الدهليز ودخلت العجوز أسرع من البرق الخاطف ولم يكن لها شغل إلا قفل الباب .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

توقيع
مون فايس ..:: مشرفه دليل المطبخ والتغذيه ::..



الليلة التاسعة والأربعين بعد المئة

قالت شهرزاد :


بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
إن الصبية لما رأتني من داخل الباب بالدهليز أقبلت علي وضمتني إلى صدرها ثم قالت لي :
يا عزيزي أي الحالتين أحب إليك : الموت أم الحياة ?
فقلت لها :
الحياة .
فقالت :
إذا كانت الحياة أحب إليك فتزوج بي .
فقلت :
أنا أكره أن أتزوج بمثلك .
فقالت لي :
إن تزوجت بي تسلم من بنت الدليلة المحتالة .
فقلت لها :
ومن الدليلة المحتالة ?
فضحكت وقالت :
كيف لا تعرفها وأنت لك في صحبتها اليوم سنة وأربعة شهور أهلكها الله تعالى ، والله ما يوجد أمكر منها ، وكم شخصاً قتلت قبلك وكم عملة وكيف سلمت منها ولم تقتلك أو تشوش عليك ولك في صحبتها هذه المدة ?
فلما سمعت كلامها تعجبت غاية العجب ، فقلت لها :
يا سيدتي ومن عرفك بها ?
فقالت :
أنا أعرفها مثل ما يعرف الزمان مصائبه لكن قصدي أن تحكي لي جميع ما وقع لك منها حتى أعرف ما سبب سلامتك منها .
فحكيت لها جميع ما جرى لي معها ومع ابنة عمي عزيزة وقالت :
عوضك الله فيها خيراً يا عزيز فإنها هي سبب سلامتك من بنت الدليلة المحتالة ، ولولاها لكنت هلكت وأنا خائفة عليك من مكرها وشرها ولكن ما أقدر أن أتكلم .
فقلت لها :
والله إن ذلك كله قد حصل .
فهزت رأسها وقالت :
لا يوجد اليوم مثل عزيزة .
فقلت :
وعند موتها أوصتني أن أقول هاتين الكلمتين لا غير وهما :
الوفاء مليح والغدر قبيح .
فلما سمعت ذلك مني ، قالت :
يا عزيز والله إن هاتين الكلمتين هما اللتان خلصتاك منها وبسببهما ما قتلتك فقد خلصتك بنت عمك حية وميتة والله إني كنت أتمنى الاجتماع بك ولو يوماً واحداً فلم أقدر على ذلك إلا في هذا الوقت حتى تحيلت عليك بهذه الحيلة وقد تمت وأنت الآن صغير لا تعرف مكر النساء ولا دواهي العجائز .
فقلت :
لا والله .
فقالت لي :
طب نفساً وقر عيناً فإن الميت مرحوم والحي ملطوف وأنت شاب مليح وأنا ما أريدك إلا بسنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومهما أردت من مال وقماش يحضر لك سريعاً ولا أكلفك بشيء أبداً وأيضاً عندي دائماً الخبز مخبوز والماء في الكوز وما أريد منك إلا أن تعمل معي كما يعمل الديك .
فقلت لها :
وما الذي يعمله الديك ?
فضحكت وصفقت بيدها ووقعت على قفاها من شدة الضحك ، ثم إنها قعدت وقالت لي :
أما تعرف صنعة الديك ?
فقلت لها :
والله ما أعرف صنعة الديك .
قالت :
صنعة الديك أن تأكل وتشرب وتنكح .
فخجلت أنا من كلامها ثم إني قلت :
هذه صنعة الديك ?
قالت :
نعم وما أريدك إلا أن تشد وسطك وتقوي عزمك وتنكح .
ثم إنها صفقت بيدها وقالت :
يا أمي أحضري من عندك .
وإذا بالعجوز قد أقبلت بأربعة شهود عدول ثم إنها أوقدت أربع شمعات فلما دخل الشهود سلموا علي وجلسوا فقامت الصبية وأرخت عليها إزاراً ووكلت بعضهم في ولاية عقدها وقد كتبوا الكتاب وأشهدت على نفسها أنها قبضت جميع المهر مقدماً ومؤخراً وأن في ذمتها إلي عشرة آلاف درهم .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

توقيع
مون فايس ..:: مشرفه دليل المطبخ والتغذيه ::..




الليلة الخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
ثم إنها أعطت الشهود أجرتهم وانصرفوا من حيث أتوا فعند ذلك قامت الصبية وقلعت أثوابها وأتت في قميص رفيق مطرز بطراز من الذهب وقلعت سروالها وأخذت بيدي وطلعت بي فوق السرير وقالت لي :
ما الحلال من عيب .
ووقعت على السرير وانسطحت على ظهرها ورمتني على بطنها ثم شهقت شهقة وأتبعت الشهقة بغنجة ثم كشفت الثوب حتى جعلته فوق نهديها فلما رأيتها على تلك الحالة لم أتمالك نفسي دون أن أنكحها بعد أن مصصت شفتها وهي تتأوه وتظهر الخشوع والخضوع والبكاء والدموع .
ثم قالت :
يا حبيبي أعمل خلاصك فأنا جاريتك .
ولم تزل تسمعني الغنج والشهيق في خلال البوس والتعنيق ، حتى صار صياحنا في الطريق وحظينا بالسعادة والتوفيق ثم نمنا إلى الصباح وأردت أن أخرج وإذا هي أقبلت علي ضاحكة وقالت :
هل تحسب أن دخول الحمام مثل خروجه وما أظن إلا أنك تحسبني مثل بنت الدليلة المحتالة إياك وهذا الظن فما أنت إلا زوجي بالكتاب والسنة وإن كنت سكران فأفق لعقلك إن هذه الدار التي أنت فيها لا تفتح إلا في كل سنة يوم قم إلى الباب الكبير وانظره .
فقمت إلى الباب الكبير فوجدته مغلقاً مسمراً ، فقالت :
يا عزيز إن عندنا من الدقيق والحبوب والفواكه والرمان والسكر واللحم والغنم والدجاج وغير ذلك ما يكفينا أعواماً عديدة ولا يفتح بابنا من هذه الليلة إلا بعد سنة .
فقلت :
لا حول ولا قوة إلا بالله .
فقالت :
وأي شيء يضرك وأنت تعرف صنعة الديك التي أخبرتك بها ?
ثم ضحكت فضحكت أنا وطاوعتها فيما قالت ومكثت عندها وأنا أعمل صنعة الديك آكل واشرب وأنكح حتى مر علينا عام ، إثني عشر شهراً .
فلما كملت السنة حملت مني ورزقت منها ولداً وعند رأس السنة سمعت فتح الباب ، وإذا بالرجال دخلوا بكعك ودقيق وسكر فأردت أن أخرج فقالت :
اصبر إلى وقت العشاء ومثلما دخلت فأخرج .
فصبرت إلى وقت العشاء وأردت أن أخرج وأنا خائف مرجوف وإذا هي قالت :
والله ما أدعك تخرج حتى أحلفك أنك تعود في هذه الليلة ، قبل أن يغلق الباب .
فأجبتها إلى ذلك وحلفتني بالإيمان الوثيقة على السيف والمصحف والطلاق أني أعود إليها ثم خرجت من عندها ومضيت إلى البستان فوجدته مفتوحاً كعادته فاغتظت وقلت في نفسي :
إني غائب عن هذا المكان سنة كاملة وجئت على غفلة فوجدته مفتوحاً يا ترى هل الصبية باقية على حالها أولا فلا بد أن أدخل وأنظر قبل أن أروح إلى أمي وأنا في وقت العشاء .
ثم دخلت البستان .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

توقيع
مون فايس ..:: مشرفه دليل المطبخ والتغذيه ::..



الليلة الحادية والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :


بلغني أيها الملك السعيد أن عزيز قال لتاج الملوك :
ثم دخلت البستان ومشيت حتى أتيت المقعد فوجدت بنت دليلة المحتالة جالسة ورأسها على ركبتها ويدها على خدها وقد تغير لونها وغارت عيناها فلما رأتني قالت :
الحمد لله على السلامة وهمت أن تقوم فوقعت من فرحتها .
فاستحييت منها ، وطأطأت رأسي .
ثم تقدمت إليها وقبلتها وقلت لها :
كيف عرفت أني أجيء إليك في هذه الساعة ?
قالت :
لا علم لي بذلك والله إن لي سنة لم أذق فيها نوماً بل أسهر كل ليلة في انتظار ، وأنا على هذه الحالة من يوم خرجت من عندي وأعطيتك البدلة القماش الجديدة ووعدتني أنك تجيء إلي وقد انتظرتك فما أتيت لا أول ليلة ولا ثاني ليلة ولا ثالث ليلة فاستمريت منتظرة لمجيئك والعاشق هكذا يكون وأريد أن تحكي لي ما سبب غيابك عني هذه السنة ?
فحكيت لها .
فلما علمت أني تزوجت اصفر لونها ثم قلت لها :
إني أتيتك هذه الليلة وأروح قبل الصباح .
فقالت :
أما كفاها أنها تزوجت بك وعملت عليك حيلة وحبستك عندها سنة كاملة حتى حلفتك بالطلاق أن تعود إليها قبل الصباح ولم تسمح لك بأن تتفسح عند أمك ولا عندي ولم يهن عليها أن تبيت عند أحدنا ليلة واحدة فكيف حال من غبت عنها سنة كاملة وقد عرفتك قبلها ? ولكن رحم الله عزيزة فإنها جرى لها ما لم يجر لأحد وصبرت على شيء لم يصبر عليه مثلها وماتت مقهورة منك وهي التي حمتك مني ، وكنت أظنك تجيء فأطلقت سبيلك مع أني كنت أقدر على حبسك وعلى هلاكك .
ثم بكت واغتاظت ونظرت إلي بعين الغضب .
فلما رأيتها على تلك الحالة ارتعدت فرائصي وخفت منها وصرت مثل الفولة على النار ثم قالت لي :
ما بقي فيك فائدة بعدما تزوجت وصار لك ولد فأنت لا تصلح لعشرتي لأنه لا ينفعني إلا الأعزب وأما الرجل المتزوج فإنه لا ينفعني وقد بعتني بتلك العاهرة والله لأحسرنها عليك وتصير لي ولا لها .
ثم صاحت فما أدري إلا وعشر جوار أتين ورمينني على الأرض فلما وقعت تحت أيديهن قامت هي وأخذت سكيناً وقالت :
لأذبحنك ذبح التيوس ويكون هذا أقل جزاء لك على ما فعلت مع ابنة عمك .
فلما نظرت إلى روحي وأنا تحت جواريها وتعفر خدي بالتراب ورأيت السكين في يدها تحققت الموت .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

توقيع
مون فايس ..:: مشرفه دليل المطبخ والتغذيه ::..




الليلة الثانية والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
ثم إن الشاب عزيز قال لتاج الملوك :
ثم استغثت بها فلم تزدد إلا قسوة وأمرتهن أن يكتفنني فكتفنني ورمينني على ظهري وجلسن على بطني وأمسكن رأسي ، وقامت جاريتان فأمرتهما أن يضرباني فضرباني حتى أغمي علي وخفي صوتي فلما استفقت قلت في نفسي :
إن موتي مذبوحاً أهون علي من هذا الضرب .
وتذكرت كلمة ابنة عمي حيث قالت :
كفاك الله شرها .
فصرخت وبكيت حتى انقطع صوتي ثم سنت السكين وقال للجواري :
اكشفن عنه .
فألهمني الله أن أقول الكلمتين اللتين أوصتني بهما ابنة عمي وهما :
الوفاء مليح والغدر قبيح .
فلما سمعت ذلك صاحت وقالت :
رحمك الله يا عزيزة سلامة شبابك ، نفعت ابن عمك في حياتك وبعد موتك .
ثم قالت لي :
والله إنك خلصت من يدي بواسطة هاتين الكلمتين لكن لابد أن أعمل فيك أثراً لأجل نكاية تلك العاهرة التي حجبتك عني .
ثم صاحت علي .



وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

توقيع

Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2025, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية