الف عافيه لك
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااا
thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks
الزوجة الناجحة
فوفاي
شكرا لكما على المرور اللطيف وارجو لكما الفائدة من الموضوع
تحياتي
المحمود من النساء
اعلم أيها الوزير يرحمك الله ان النساء علي أصناف شتي فمنهن محمود ومنهن مذموم فأما المحمود من النساء عند الرجال فهي المرأة الكاملة القد العريضة خصية كحيلة الشعر واسعة الجبين زجه الحواجب واسعة العينين في كحوله حالكة وبياض ناصع مفخمة الوجه أسيلة ظريفة الأنف ضيقة الفم محمرة الشفائف واللسان طيبة رائحة الفم والأنف طويلة الرقبة غليظة العنق عريضة الصدر واقفة النهود ممتلئ صدرها ونهدها لحما معقدة البطن وسرتها واسعة عريضة العانة كبيرة الفرج ممثلثة لحما من العانة إلى الآليتين ضيقة الفرج ليس فيه ندوة رطب سخون تكاد النار تخرج منه وهذا الشرط مختل في بنى بياضة فما فيهن ألا النتن والبرودة فمن أراد ضيقة الفرج وسخانته فعليه ببنات السودان وليس الخبر كالعيان ويكون الفرج أيضا ليس فيه رائحة قدرة غليظة الأفخاذ والأوراك ذات أرداف ثقال وعكان وخصر حيد ظريفة اليدين والرجلين عريضة الزندين بعدة المنكبين عريضة الأكتاف واسعة المخرم كبيرة الردف إن أقبلت فتنت وإن أدبرت قتلت وإن جلست كالقبة وإن رقدت كالبند الغالي وإن وقفت كالعلم قليلة الضحك والضحك في غير نفع ثقيلة الرجلين عن الدخول والخروج ولو لبيت الجيران قليلة الكلام معهم لا تعمل من النساء صاحبة ولا تظمئن لأحد ولا تركن إلا لزوجها ولا تأكل من يد أحد إلا من يد زوجها وقرابتها إن كان لها قرابة، ولا تخون في شي ولا تستر علي حرام وان دعاها زوجها طاوعته وسبقته إليه وتعينه علي كل حال من الأحوال قليلة الشكاية لاتضحك ولا تنشرح إلا إذا رأت زوجها ولا تجود بنفسها الا لزوجها ولو قتلت صرا،
( حكى ) والله أعلم: أنه كان ملك فيما مضى قوى السلطان يقال له علي بن الصيعي أصابه ليلة من الليالي أرق شديد فدعا بوزيره وصاحب الشرطة وصاحب العسة فحضروا بين يديه فقال لهم: كل واحد منكم يتقلد سيفه في هذا الساعة ففعلوا ما أمرهم به في الحين وقالوا له: ما الخبر؟ فقال لهم: إني أصابني أرق شديد وأردت أن أطوف في هذه الليلة المدينة وأنتم بين يدي فقالوا: السمع والطاعة ثم تقدم وقال: بسم الله وعلى بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وساروا في أثره يطوفون من مكان إلى مكان ومن شارع إلى شارع فبينما هم يطوفون إذ سمعوا حساً بزقاق وإذا برجل سكران يقوم ويتمرغ على الأرض ويضرب على قلبه بالحجر ويقول: ضاع الحق فقال: ائتوني به برفق وإياكم أن تروعوه فأخذوا بيده وقالوا له: قم لا بأس عليك ولا خوف لديك غير سلام فقال: يا قوم ألم تعلموا إن أمان المؤمنين السلام فإذا لم يسلم المؤمن على المؤمن فقد غدره ثم قام معهم فأتوا به إلى الملك وهو جالس ضارب النقاب على وجه هو وأصحابه وفي يد كل واحد منهم سيفه يتوكأ عليه فلما وصل إلى الملك قال: السلام عليك يا هذا فقال الرجل: لأي شيء قلت يا هذا فقال له الملك: وأنت لأي شيء قلت يا هذا فقال له: لأني لم أعرف لك اسما فقال له الملك: وأنا كذلك ثم قال الملك: ما لي أسمعك تقول في حديثك آه ضاع الحق ولا مسلم يعلم السلطان بما يجري في خلافته ما الذي جرى عليك أخبرني قال: لا أخبر إلا من يأخذ الثأر ويكشف عني الذل والعار فقال له الملك: أنا أخذ ثأرك أن شاء الله وأكشف عنك العار فقال: حديث غريب وأمر عجيب وذلك إني كنت أهوي جارية وتهواني ولي محبة معها وتلاقينا من مدة طويلة فأغوتها بعض العجائز وسارت بها إلى دار الفسق والخن فذهب عني النوم وفارقنا الهناء وعدت في أشد العنا فقال له الملك: وأي الدار دار الخن وعند من هي الجارية فقال له: عند عبد أسود يسمى الضرغام وعنده أيضاً جوار كالأقمار ليس عند الملك من يشابههن فقال له: أي عبد أبق كان لوزير الملك الأعظم فأحبته جاريته والملبوس وغير ذلك هذا كله والملك يتعجب والوزير يسمع وقد عرف قوله وعشقه من محبتها أيا وعشقها له تبعث له ما يستحق من المأكل والمشرب والعبد عبده فقال له الملك: أرني المكان فقال: إن أريتك المكان ما تصنع فقال الملك: الذي نصنع سوف تراه فقال له: إنك لا تستطيع لأن المكان مكان حرمة وخوف وإن هجمت عليه تخاف على نفسك من الموت لان صاحبه ذو سطوة وحرمة فقال له الملك: أرني المكان ولا بأس عليك فقال: على بركة الله ثم صار في أولهم وهم يتبعونه إلى أن أتى في زقاق كبير فسار إلى إن قرب من دار شاهقة الأبواب عالية الحيطان مرتفعة من كل مكان فنظروا فلم يجدوا فيها مطمعا فتعجبوا من دعائمها فالتفت الملك إلى ذلك الرجل وقال: ما اسمك؟ فقال: عمر فقال: يا عمر هل فيك قوة قال: نعم ثم التفت إلى أصحابه وقال: هل فيكم من يصعد إلى هذا الحائط فقالوا بأجمهم: لا قدرة لنا على ذلك فقال لهم الملك: أنا أصعد عليه لكن بحيلة وشرط أشترطه عليكم تفعلونه يكون به الصعود إن شاء الله فقالوا: وما هو؟ فقال: أخبروني من القوي فيكم؟ قالوا: أصحاب الشرطة وهو السياف فقال: ثم من قالوا صاحب العس قال: ثم من قالوا الوزير الأعظم هذا كله وعمر بن سعيد يسمع ويتعجب فلما علم أنه الملك فرح فرحاً شديداً ثم قال: عمر أنا يا مولاي السلطان فقال الملك: يا عمر إنك اطلعت على أسرارنا وعرفت أخبارنا فأكتم سرنا تنجو من شرنا ثم قال السياف: اجعل يدك على الحائط ثم قال الملك: يا عمر اصعد على ظهر الثاني فوقف على أكتافه ويداه في الحائط ثم قال الملك: يا عمر اصعد إلى مكانك الأعلى فتعجب عمر من هذا التدبير وقال: نصرك الله يا أمير المؤمنين ونر رأيك السديد ثم صعد على أكتاف السياف ثم على ظهر العس ثم على ظهر الوزير ووضع رجليه على أكتافه ويديه في الحائط ولم يبقى إلا الملك ثم إن الملك قال: بسم الله ووضع رجليه أيضاً على صاحب العس وقال له: اصبر ولك عندي كذا وكذا ثم على ظهر الوزير وقال له: اصبر ولك عندي كذا وكذا الحظ الوافر ثم صعد على ظهر عمر وقال له اصبر يا عمر فأني جعلتك كاتم السر ولا تقلق ثم جعل رجليه على أكتافه ورمى بيده إلى السطح وقال: بسم الله وعلى بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قفز قفزة وإذا به على السطح ثم قال لأصحابه: ينزل كل واحد منكم على ظهر صاحبه فنزلوا وجعلوا يتعجبون في رأي الملك وصحة السياف الذي حمل أربعة رجال بعدتهم ثم إن الملك نظر إلى المنزل فلم يجد له مسلكا فنزع عمامته من رأسه وربطها بطاقة هناك ربطة واحدة ثم نزل معها إلى المكان وجعل يدور في المكان إلى أن وجد باباً وعليه قفل كبير فحجب منه ومن صعوبته فقال: حصلت ها هنا والأمر لله ولكن الذي دبر لي في الهبوط إلى هنا يدبر لي في الوصول إلى أصحابي ثم صار يدور في المكان ويعد المنازل منزلا منزلاً إلى أن عد سبعة عشر منزلاً وكلها مفروشة بأنواع الفرش المذهبة والقطف والزرابي الملونة من أولها إلى أخرها فنظر فرى منزلاً عاليا مرتفعاً على سبع درجات فأتاه وهو يقول: الله ما أجعل لي من أمري فرجاً وخرجاً ثم صعد أول درجة وقال: بسم الله الرحمن الرحيم ونظر إلى الدرجة وإذا هي بالرخام الأكحل والأبيض والأحمر والأزرق وغير ذلك ثم صعد الثانية وقال: نصر من الله وفتح قريب ثم صعد الثالثة والرابعة وقال: استفتحت بالله وهو خير الفاتحين ثم صعد الخامسة والسادسة والسابعة وهو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن وصل إلى الستر الذي على باب وإذا هو من الديباج الأحمر فنظرا إلى المكان وإذا يوهج بالضوء وفيه ثريات كبيرة وشمع يوقد في حسكات من الذهب وفي وسط البيت خصه تفور بالماء وسفرة منصوبة من طرف المكان إلى طرفه بأنواع الغلل والثمار والمكان مفروش بأنواع الفرش المذهبة التي تكاد تخطف الأنظار فنظر وإذا علي تلك السفرة اثني عشر بكرا وسبع جواري كأنهن الأقمار فتعجب من ذلك ثم حقق نظره فرأى جارية كالبدر المنير كاملة الأوصاف كحيل وخد أسيل وقد يميل فحار الملك في وصفها ودهش ثم قال في نفسه: كيف يكون الخروج من هذا المكان اتركي يا نفسي عنك التعجب ثم نظر وإذا بأيديهم زجاجات مملوءة بأنواع الخمر وهم يأكلون ويشربون وقد امتلئوا خمرا فبينما هو يدبر في الخلاص إذ سمع جارية من الجواري تقول لصاحبتها: يا فلانة قدمي لتوقدي آنا الشمع ونذهب أنا وأنت فلانة إلى المكان الأخر لننام فيه فقامت وأوقدت وسارت هي وصاحبتها إلى بيت أخر وفتحتا بابه وأوقدتاه والملك اختفي في مكان أخر ثم خرجتا لتقضيا الضرورة البشرية فلما غابتا دخل البيت واختفي في بعض مقاصره وقلبه معلق بأصحابه وكذاك أصحابه قلقوا وقالوا: إن الملك غر بنفسه فبينما هو كذلك إذ دخلتا وغلقنا الباب وهما ممتلئتان خمرا ثم نزعتا ما عليهما من الثياب وجعلتا تنكحان بعضهما بعضا فقال الملك: صدق عمر في قوله دار الخن ومعدن الزنا فقام الملك واطفي السراج ونزع حوائجه ودخل بينهن وكان قبل ذلك عرف أسماءهما فقال لواحدة: أين عملت مفاتيح الأبواب؟ وذلك خفية فقالت: ارقد المفاتيح بمكانها فقال الملك في نفسه: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما حصلت علي طائل ثم قال الملك: يا فلانة اخبريني أين عملت المفاتيح؟ فأن النهار قريب لكي تحلى الأبواب إذا طلع النهار وتخملي المكان وتنظفه فقالت: المفاتيح في مكانها المعلوم والمكان ما هو لك في رقبتي ارقد حتى يطلع النهار فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لولا خوف من الله لمشيت عليهما بالسيف ثم قالت: يا فلانة! قالت: نعم فقالت لها: إن قلبي ما حدثني على المفاتيح خيراً أخبريني أين عملتها فقالت: يا قحبة! أكلك فرجك وأبطأ عليك نكاحك فما طقت الصبر في ليلة واحدة فكيف بامرأة الوزير لها هنا ستة أشهر وضرغام في كل ليلة يراودها وهي تأبى اذهبي فأن المفاتيح في جيب العبد الضرغام بل قولي له: أعطيني أيرك يا ضرغام وكان اسم العبد ضرغام ثم سكتت وسكت الملك وفهم المقصود ثم أنه صبر قليلا حتى نامت الجارية وأخذا أثوابها وجعلها عارية وتقلد بسيفه من تحت الثياب وتقنع بقناع من حرير حتى أنه لم يفره من النساء ثم فتح الباب ودخل خفية وأتى إلى المكان الأول خفية وأتى إلى المكان الثاني فوقف على الباب ودخل تحت الستر فوجدهن قد امتلأن خمرا والبعض رقود والبعض قعود فقال في نفسه: يا نفس ادحضي علنك الملك فأنك وقعت بين خمارين لا يعرفون الملك من الرعية واظهري قوتك ثم دخل وجعل يترامى كالمخمور إلى أن أتى إلى السرير فظن العبد والجواري إنها الجارية التي كان يتكلم معها فطمع العبد ضرغام في نكاحها لما رآها قصدت الفراش وقال: هذه ما أتت هنا بعد ما رقد إلا شاهية النكاح وذلك في نفسه ثم قال: يا فلانة انزعي ثيابك وأدخلي الفراش حتى نأتي فقال الملك: لا حول ولا قوت إلا بالله العلي العظيم صدق عمر ثم جعل يفتش في الثياب والمكاتب فلم يجد شيئاً فقال: ما أراد الله أن يكون فربع طرفه وإذا بطاقة عالية فمد يده إليها فوجد ثوباً مذهباً فرمى يده في جيبه فإذا هو بالمفتاح وإذا هي سبة على عدد الأبواب فقال: بعد قبحة الأبواب اللهم لك الحمد ثم قال: ما نخرج من هنا إلا بحيلة ثم جعل يعيا وحرج وهو يتبوع ويترامى إلى أن حصل في وسط الدار فقال: العبد بارك الله فيك يا فلانة لو كانت غيرك ----على الفراش ثم أن الملك أتى إلى الباب الأول وفتحه ثم غلقه خلفه ثم فتح الباب الثاني وأغلقه خلفه إلى تمام سبعة أبواب فوجد أصحابه في حيرة كبيرة فسألوه عن الخبر؟ فقال لهم: ليس هذا وقت السؤال والنهار قريب فأدخلوا على بركة الله وكونوا على حذر فأن المكان فيه سبعة من العبيد وأثنى عشر بكرا وسبعة من الجواري كأنهن الأقمار وجعلوا يتعجبون من شجاعته فقال له الوزير: ما هذا اللباس يا مولانا؟ فقال: أسكت فما توصلت للمفاتيح إلا بهاتة الكسوة ثم دخل البيت ونزع ما كان عليه ولبس ثيابه وأتى المنزل الذي فيه العبد والجواري ووقفوا قبله خلف الستر ونظروا فقالوا: ليس فيهن أفيق من المرأة الجالسة على المرتبة العالية فقال الملك: لا بد لي منها إن لم يوصلها أحد فبينما هم كذلك إذ هبط العبد ضرغام من الفراش وهبطت خلفه جارية عظيمة ثم قام عبد أخر وصعد بجارية أخرى وهكذا إلى السادسة وهم ينكحون فيهن واحدة بعد واحدة ولم يبق إلا تلك المرأة والأبكار وكل امرأة تطلع شديدة البأس وتهبط منكسة الرأس ثم إن العبيد جعلوا يراودون تلك المرأة واحدة بعد واحدة فأبت وقالت: لا أفعل هذا أبداً أنا وتلك الأبكار نحن أمانة الله عندكم فقال ضرغام: وأيره واقف كالعود وجعل يلطم وجهها ورأسها وقال: هذه ستة أشهر ونحن نراودك وتمنعين فلا بد من نكاحك في هذه الليلة فلما رأت منه الجد وهو سكران جعلت تلاطفه وتوعده فقال لها: نفذا صبري من الملاطفة والوعد فقالت له: أجلس ففي هذه الليلة تبلغ مرادك فجلس العبد وأيره كالعود والسلطان يتعجب! وهي تقول من صميم قلبها وتنشد وتستغيث:
صنديد ما فيه للناس طميعة
وفي طوله والعرض كل كـل جهة
غليظ بلا سبة في الخليـــــقة
وحياً بطول الدهر ليس بمــــيت
ويبكي لفرجي ثم يشكو لعانتـــي
صديقاً يقاسي معه عظيم المشقـة
فيخرطه خرطاً ويظفر بظــفرتي
إماما وخلفاً مع يميناً ويســـرة
ويحيط رأس الأير باب السكينــة
ببوس قوي ثم عض لشفــــتي
تكون لديه مثل ضعف الأثانـــة
قدمي وتقبيل يكون بحرقــــة
ويحل بأفخـــاذي يقبل عنتي
إلى أن يصل رحمي فتقترب شهوتي
بهزي هزاً يكون بعجلة
باهلا بك يا نور مقلتي
روحي وعقلي قف لتسمع وصيتي
لنشفي بذلك اليوم من كل نكبة
له من نزوع منك سبعين ليلة
من البوس والتعنيق في كل ليلة
تمأنيت وصل فتى يكون حقيـقة
قـــوي المتاع كالعود إذا بدا
له رأس فـالقنديل يظهر لـلورى
قوياً منــــياً مستديراً دمـاغه
فيهوى قيام اللـيل من فرط حبه
ولا يستغيث أن يــغاث و لا يرى
ولا يرى ما قد حل فـيه من الأذى
ويعجن عجناً مستــديما ً مبلغاً
وينطح نطحة بعزم وقـــــوة
يقلبني ظهراً وبطناً وجانبـــــاً
لمز وتعنيق في الفراش ممرضــاً
فيبدأني بالعض من قــرن إلى
إذا ما رآني طبت جــاء معجلاً
ويمكنه في أيدي لــــكي ما ندكه
ويهز هزاً عجيبـــــاً نعـــينه
ثم يقول خـــذي ذا فــــنجيبه
فيا سيد الشبان من أسرت له
فبالله لا تنزعه مني وحله
قسم بالله العظيم فما ترى
فيكمل فرحي عند ذاك بما أرى
فلما فرغت من شعرها تعجب الملك من ذلك وقال: قبحك الله من امرأة ثم التفت إلى أصحابه وقال: لا شك إن هذه ليس لها زوج ولا زنت أبداً فقال له عمر ابن سعيد: صدقت أيها الملك زوجها غائب قريب من العام وراودها على الزنا كثير من الناس فأبت فقال الملك: إني سمعت عنده زوجة صالحة ذات حسن وجمال لا تزني ولا تعرف الزنا فقال: هي هذه فقال الملك: لا بد لي منها على كل حال ثم التفت إليه وقال: من تكون صاحبتك في هؤلاء؟ فقال: ما رأيتها فيهن أيها الملك فقال: أصبر فأنا أريها لك! فتعجب عمر من فطنة الملك فقال الملك: هذا هو العبد ضرغام فقال الوزير: هو عبدي فالتفت إليه الملك وقال: أسكت ليس هذا محل الكلام فبينما هم كذلك وإذا بالعبد يراودها على القيام ويقول لها: أعياني كذبك يا بدر البدور وكان اسمها كذلك فقال الملك: صدق من سماك بدر البدور وإذا بالعبد يجرها ويلطم وجهها فأخذت الملك الغيرة وامتلاء غيضاً وغضباً ثم قال لوزيره: أما ترى ما يفعل عبدك فوا لله لقتلته شر قتلة ولجعلته عبرة للمعتبرين فبينما هم كذلك إذ سمعها تقول: أتخون الملح وتغدر امرأة الوزير أين صاحبتك وجميلها التي عملت معك؟ فقال الملك للوزير: أتسمع فسكت عنه ثم قامت ورجعت لمكانها التي كانت تنشد فيه وأنشدت تقول:
شهــواتهن بين العيون مسطراً
كانــت من أبناء الملوك مشهراً
أو أن تــــقول فلانة نعم المرا
كبرت فخل عــنك قول من افترا
حب النساء فــي حينه هذا جرا
وقت النكاح صديــقها يا مسخرا
إليها بلا شك وما فــيه من مرا
وخدامه يشبعن فيــهـن مشهراً
يبقى بين النســـــاء مغيراق
فلا تطمئن يوماً من الدهــر للمرا
أوصى الرجال على النساء لأنهن
لا تـــركنون لكيد امرأة ولو
إياك أن تـــركن لهن بجمعهن
أو أن تقول شـريكة في العمر أو
أو أن تراها فــي الفراش حبيبة
إذا كنت فوق الصـدر أنت حبيبها
ومن بعد ذا أنت الـــعدو مباين
فيرقدن المــــلوك من بعد سيد
فلا خير فيمن كـــان هذا فعاله
فأن كنت فحلاً في الــرجال حقيقة
قال: فبكى الوزير عند ذلك فأشار إليه الملك أن يسكت فسكت فأجابها العبد بقوله:
نخــــش مكيد كياد وأن قدرا
يعز عليهــم حقيقة ليس فيه مراً
صبراً على الأير هذا القول مشتهراً
وفيه رغبتــكم في السر والجهراً
أزواجكم بضــرب الأير يا حسراً
نحن العبيد شبعن في النساء ولا
إن الــــرجال إلينا تطمئن بمن
وأنتن أيتـها النسوان ليس لكن
فيه حــــياتكم أيضاً وموتكم
إذا غضبتن علـى الأزواج ترضيكم
ثم انه ترامى عليها وهي تبعده عنها فاخترط الملك سيفه وكذلك أصحابه ودخلوا عليهم فلم يشعر العبدة النسوان إلا والسيوف علي رؤوسهم فقام واحد منهم وحمل علي الملك وأصابه فضربه السياف ضربة فصل بها رأسه عن جسده فقال الملك: الله اكبر لا عدمت يداك نكب الله أعداك وجعل الجنة مأواك فقام عبد آخر من بينهم وضربه السياف بحسكة من فضة فتعرض لها السياف بسيفه فاكسر السيف وكان السياف عظيما فلما رأى سيفه انكسر غضب غضبا شديدا واختطفه من ذراعيه ورفعه وضرب به إلى أعلى الحائط فكسر عظامه فقال: الله اكبر لا شلت يداك من سياف بارك الله فيك فلما رأوا العبيد ما وقع بهم سكتوا فوقف الملك على رؤوسهم وقال: من رفع يده ضربت عنقه ثم أمر بربطهم وشد أيديهم لظهورهم الخمسة الباقين ثم قال الملك: لبدر البدور زوجة من أنت؟ ولمن يكون هؤلاء العبيد؟ فأخبرته كما أخبره عمر بن سعيد فقال لها: بارك الله فيك كم تقدر المرأة تصبر على النكاح فخجلت فقال لها: تكلمي ولا تخجلي فقالت: يا مولاي الحسبية الخيرة تصبر على النكاح ستة أشهر والمرأة التي ليس لها أصل ولا عرض لو أصابت ما قام لها الرجل عن صدرها ولا نزع أيره من فرجها فقال: ونساء من هؤلاء فقالت: هذه المرأة للقاضي قال: وهذه قالت: امرأة الكاتب وهذه قالت: امرأة الوزير الأصغر وهذه قالت: امرأة رئيس المفتيين وهذه قالت: امرأة المتوكل على بيت المال والنساء الباقيات قالت: نساء أضياف وفيهن امرأة أتت بها عجوز لهذا العبد فما زال العبد يراودها إلى الآن فقال عمر: هي التي تكلمت عليها فقال الملك: امرأة من هي فقالت: امرأة أمين النجارين قال: وبنات من هؤلاء؟ فقالت: هذه ابنة الكاتب على الخزانة وهذه ابنة أمين المؤذنين وهذه ابنة أمين البنايين وهذه ابنة صاحب لعلامات ولم تزل تخبره بواحدة بعد واحدة إلى الانتهاء فقال: ما السبب في اجتماعهن؟ قالت: يا مولانا هذا الوصيف ما غرامه إلا النكاح والشراب لا يهدا من النكاح ليلاً ولا نهاراً ولا يرقد أيره إلا إذا نام قال: فما غذاؤه؟ قالت: غذاؤه مخاخ البيض مقلية في السمن مطفية في العسل الكثير برغائف السميد ولا يشرب إلا الخمر العتيق الممسك قال: فمن يأتيه بنساء أهل الدول
قالت:يا مولانا عنده عجوز كبيرة تطوف بديار المدينة لا تخفي عليها دار ولا تختار له ولا تأتيه إلا بمن تكن فائقة في الجمال ولا تأتي المرأة إلا بالأموال الكثيرة والحال والجواهر واليواقيت وغير ذلك فقال: من أين يأتيه هذا المال؟ فسكتت عنه! فقال: أخبريني فغمزته بطرف عينها من عند امرأة الوزير الأعظم ففهم الملك ذلك ثم قال: يا بدر البدور أنت عندي صادقة وشهادتك شهادة عدلين أخبريني عن شأني فقالت: سالماً ولو طال الموقع فقال: هكذا فقالت: نعم ففهمت كلامه وفهم كلامها ومعنى شأني أي أخبريني هل سلم عرضي أنا أي حريمي منه قالت: سالماً ولو طال الموقع فلو لم تفعل به هذا الفعل وطال عمره حياً لتعاطي حريمك ثم قال لها: وهؤلاء العبيد قالت: أصحابه فكلهم تكشفوا على نساء كثيرة إذا شبع منهن جعل يعرضهن على هؤلاء العبيد كما رأيتم فقال الملك: ما الرجل إلا أمانة عند النساء ثم قال: يا بدر البدور ولأي شيء ساعتيه أنت وزوجك على الضلال ولم تخبرني فقالت له: يا ملك الزمان ويا عزيز السلطان أما زوجي فليس عنده خبر إلى الآن وإما أنا فلا أقول لك شيئاً ألم تسمع الأبيات المتقدمة في قولي أوصي الرجال على النساء لأنهن الخ… فقال: يا بدر البدور أخذت بعقلي ناشد لك الله وسألتك برسول الله صلى الله عليه وسلم أخبريني ولا بأس عليك وعليك يا سلطان الزمان وتربتك ونعمتك والذي سألتني به إني لم أرض بزوجي في الحلال فكيف أرض بالحرام فقال: صدقت ولكن المتقدم الذي انشدتيه أوقع لي فيك الشك قالت: ما تكلمت إلا بثلاثة مسائل الأولى لما رأيت ما رأيت حلت كما تحيل الفرسة والثانية جرى مني إبليس مجرى الدم والثالثة ليطمئن قلب العبد لكي يسهل الله علي الخلاصي منه قال: صدقت ثم سكت ساعة وقال: يا بدر البدور ما سلمت إلا أنت أي ما سلم أحد من الموت إلا هي ثم أن الملك أوصى بكتم السر وأراد الخروج فأقبلن تلك النسوة والبنات على بدر البدور وقلن لها: اشفعي فينا فأنك مقبولة عنده وجعلن يبكين فألحقته إلى الباب وقالت له: ما حصلت منك على طائل فقال: إما أنت فتأتيك بغلة الملك فتركبي وتأتي وإما هؤلاء فالموت جميعاً فقالت: يا مولانا أريد مهري من عندك قال لها: الذي تطلبي يأتيك فقالت: نريد أن تقسم لي بالله العظيم الذي أشترط عليك تقبله فقسم لها فقالت: مهري عندك العفو عن جميع النسوة والبنات لئلا تقع ضجة كبيرة في المدينة فقال الملك: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم أنه أخرج تلك العبيد وضرب أعناقهم وبقي العبد ضرغام وكان عظيم الهامة طويل القامة فجدع أنفه وأذنيه وشفتيه وذكره وجعله في فمه وصلبه على السور وعلق جميع أصحابه السبعة ثم ذهب إلى قبته فلما طلع النهار وبان ضوءه أرسل إلى بدر البدور فأتت إليه فوجدته أفخر من كل فاخر فأعطاها لعمر بن سعيد وجعله كاتم السر عنده ثم أمر الوزير بطلاق أهله وأحسن للسياف ولصاحب العس ثم أوصى على منزل الوزير وأرسل خلف العجوز القوادة فمثلت بين يديه فقال: أخبريني بمن يفعل هذا الفعل غيرك ويأتي بالنساء للرجال؟ فقالت: عجائز كثيرة فجمعهن وأمر بقتلها وقتلهن وقطع عرق الزنا من بلده وأحرق شجرته وهذا أقل ما يفعل من مكائد النساء واحتيالهن على أزواجهن ولتعلم إن الرجل إذا أوصى على زوجته وقع أكبر المضرة.
يتبع ان شاء الله
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |