كان سؤاله هذا الصفعة التي أيقظتني منهمومي و أحزاني و أخرجتني من العالم الذي كنت أجول فيه غير مدركة ما يدورحولي
قال: ماذا تنوين؟؟ ليس من المعقول أن تظلي مع الأولاد لوحدك
قلت: لالسنا وحدنا إن الله معنا
قال: و نعم بالله و لكن أنتم بحاجة إلى رجل، الوضعجديد عليكم و أنت لست قادرة على الإستمرار لأنك لم تعيشي وضعا مماثلا منقبل
قلت: و ما اقتراحك؟؟؟؟؟؟؟
سكت و لم يجب و بعدها قال : الأفضل أن نرجىءهذا الموضوع فيما بعد أظن الوقت لازال مبكرا على الخوض فيه
لم أجبه و لكن حديثهشغل بالي و وضع نصب عيني المشكلة و الوضع الصعب الذي أواجهه
انتفضت و بدأت أفكرفعلا أنا الآن وحدي فزوجي قد مات فعلا و لن يعود أبدا إنها الآن مسؤوليتي وحدي ويجب أن أكون في مستوى التحديات
طفلي الحيبين ، كنت أفكر و دموعي لا تتوقف و كانالسؤال ماذا قررتي يتردد في أذني دون توقف و كان علي أن أجيب نفسي على هذا السؤالقبل أن أجيب من حولي
و قررت، نعم سأربي أولادي و لن أسمح لرجل بالتدخل فيحياتنا، لم أكن أعلم أن قراري هذا مستهجن بنظر الكل و أنه قرار لا يمكنني المضي فيه
انتهت العدة و البيت طول تلك المدة لم يكن يخلو علينا فالعائلة كل يوم تزورنا
في يوم انتهاء عدتي وجدت عم أولادي مرة أخرى أمامي يقول الآن صار يمكنناالتحدث
قلت: نعم ما الأمر؟؟
قال: فكرت كثيرا و رأيت أنني الأولى بك و بأولاديأخي
شعرت أن الدنيا تدور من حولي و قدمي لا تقويان على حملي فلم يكن مني إلا أنصرخت: اخرج من بيتي
قال: لا تنفعلي و فكري بالأمر أنا غير متزوج و أنا الأولىبك
قلت: اخرج ألم تفهم؟؟؟ خرج و هو يهدد : أنت لست أهلا لتربية الأولاد وحدكسأقاضيك و آخذ الأولاد وسترين لن أقبل أن يربي أولاد أخي شخص غريب
و اجتمعتالعائلة للنظر بالأمر كان أكبرهم خالي و كنت أحترمه كثيرا و الكل يحترمهو لا يكسروا له كلمة
قال خالي: يا ابنة اختي إذا أنت تريدين شخصا فلن تجدي أفضلمنه
قلت: لا أريد أحدا لقد قررت أن أربي أولادي بمفردي، و ما كان من أخواليالآخرين إلا أن ثاروا و كل واحد منهم يستهجن علي كلامي
ماذا؟؟ لوحدك؟؟؟ تريدينأن تعيشي لوحدك؟؟؟ هذا ليس من شيم عائلتنا و لا من أخلاقنا
قلت: هذا قراري و أناأعلمكم به و لن أعرف رجلا آخر غير زوجي
قوبل قراري طبعا بالرفض و كل منهم ذهب وهو غاضب إلا خالي الأكبر الذي اقترب مني و قال: يمكنني مساندتك في هذا إن كنت فعلاقادرة على الإلتزام بما قلت، قلت: نعم أنا ملتزمة، قال سأساندك و أطلب أن يتركوك وشأنك ما لم أرى منك غلطة و سأراقبك انتبهي
قلت لماذا تعاملونني بهذا الشكل ؟؟ هلأنا قاصر؟؟ قال: لست قاصرا و لكنك شابة و يوما ما ستحتاجين رجلا و إياكي ثم إياكيأن أعلم أن لك رجلا في السر
قلت: و ما الذي سيجعلني أعرف رجلا في السر إن لمأستطع تحمل وحدتي سأتزوج
قال: أريد وعدا منك بأنك ستحافظي على إسمك و أسمالعائلة نظيفا و لن تفعلي شيئا يمسنا
قلت : اعدك
و هكذا صار
أمضيت عاما ونصف بعدها مع أولادي، أحيانا كان يزعجني عمهم و لكني لم أكن أهتم
أحسستالوحدة و لكني ملأت وقتي بالعمل و اللعب و المذاكرة مع أولادي و كنت راضية و قليلونمن علموا أنني ارملة فالكل يظن أنني متزوجة من سلوكي و خاتم الزواج الذي لم أخلعهمن أصبعي و كان مفيدا، إذ جعلني أتفادى أي محاولة لاستمالتي من طرف أي رجل، و كنتأخبر الجميع تقريبا أنني متزوجة و زوجي يعمل بالخارج
إلى أن جاء العيد عيد الفطر ........
و انتظروني
العرض العادي
