يا صاحب الخطايا : أين الدموع الجارية ؟ يا أسير المعاصي ابك على
الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، وا حسرة لك
إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما
تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟!
- أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره و قلّ استغفاره ، و كلما قرب من القبور
قوي عنده الفتور .
- اذكر اسم من إذا أطعته أفادك ، و إذا أتيته شاكراً زادك ، و إذا
خدمته أصلح قلبك و فؤادك ..
- أيها الغافل : ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع
فتأكل ، و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم !
- سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ، تخبركم
بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر
يود لو انه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع .