(النّوم والموت) هذان الوصفان خلقهما الله تبارك وتعالى فقهرا العبد، فنبّه العباد أنّكم لا تخرجون عن قهره وعن ملكه وعن سلطانه وأنّكم مذلولون . بعد أن ذكر الله مفاتح الغيب عموما، بدأ الله يقرر مسألة الموت والبعث منه، لأنّهما من الغيب .
(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ) أي يقبض أرواحكم. (وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ) أي ما كسبتم وعملتم .
ومن تمام قهره وغلبته سبحانه: (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ )
و قهر الله ليس كقهر العباد بعضهم لبعض مؤقتا و محدودا ، إنما قهره دائم و شامل و مطلق ، و ربما لذلك عبر الله عنه ( فوق عباده ) كما أن قهره إنما هو ( بالقوة ) ولا يجب بالضرورة أن يكون ( بالفعل ) فالله بالرغم من أنه قاهر فهو رحيم ، و لذلك فهو لايستخــــدم قهره أحيانا كثيرة ، و من هنا فلربما لو عبر القرآن بـ ( و هو القاهر فوق عباده ) كان المعنى مختلفا و ناقصا . ان قهر الله ليس قهرا فعليا ، بل قد يكون بالقوة فقط ، و الدليل يكمن في أن الله سبحانه يحيط البشر بالحراس الذين يحفظونه .