سيدتي : ديما 13 سأبدأ في سرد الحديث مع شرح موجز ثم يأتي ردي على سؤالك
روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه في باب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين. ومعنى الجَزْلة أي ذات العقل والرأي والوقار، وتَكْفُرْنَ العشير أي تُنكرن حق الزوج. بين عليه الصلاة والسلام أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى؛ وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى فتزيد في الشهادة أو تنقصها كما قال سبحانه: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى سورة البقرة الاية 282
وأما نقصان دينها؛ فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة، فهذا من نقصان الدين، ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل، هو الذي شرعه عز وجل رفقا بها وتيسيرا عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك. وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة، فمن رحمة الله جل وعلا أن شرع لها ترك الصلاة، وهكذا في النفاس، ثم شرع لها أنها لا تقضي؛ لأن في القضاء مشقة كبيرة. لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، والحيض قد تكثر أيامه، فتبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام أو أكثر، والنفاس قد يبلغ أربعين يوما فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء لذا فإن هذا الأمر ليس انتقاصا منها ...... فلو كان النساء كمن ذكَرْنا = لفضِّلت النساء على الرجال وما التأنيث لاسم الشمس عيب = ولا التذكير فخر للهلال وكيف نضع على لسان الرسول كلام يصف المرأة المؤمنة التي تطيع الاوامر الالهية انها ناقصة
وقوله : (و فى الرواية انكن تكثرن اللعن و تكفرن العشير ! فهل الرجال فى الاسواق لا يكثروا اللعن... ) إلى آخره . هذا في حقّ من ينطبق عليهن الوصف ، ومن يَكُنّ مِن أهل النار ، فإن النساء سألن النبي صلى الله عليه وسلم : وبم ؟ يعني : وبِمَ صِرْن أكثر أهل النار ؟ فقال عليه الصلاة والسلام جوابا لهنّ : تُكثرن اللعن ، وتكفرن العشير . ولم يَقُل : إنكن لا تدخلن الجنة ، أو : إنكن مِن أهل النار ، وإنما أخبر عليه الصلاة والسلام بأنه رأى أكثر أهل النار مِن النساء ، بذلك السبب . ولا يُفهَم من هذا الحديث جواز اللعن في حقّ الرِّجَال ، أو الإذن لهم بالإكثار من اللعن . فقد وَرَدت الأحاديث بالتحذير من كثرة اللعن ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءوَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه مسلم . ولَمَّا قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ . َقالَ : إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً . رواه مسلم ولَمَّا لَعَن رجل ناقته قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تُصَاحِبْنَا نَاقَةٌعَلَيْهَا لَعْنَةٌ . رواه مسلم . ** تطلب مني الرد على سؤالك بحثا عميقا في هذا الحديث الذي اكتشفت من ورائه ما فاق تصورنا في مجرد تفكير رجل مسلم جاهل أو مغالطة من آخر للتعدي على المرأة ... فقد اتضح أن هناك مؤامرة حتى من أعداء العقيدة نفسها ... إن الفهم الخاطئ للحديث لم يكن وليد الصدفة ... وإنما له جذور من الحاقدين على عقيدتنا واليوم و سيلتهم بالنت مواقعهم وبرامج الدردشة الصوتية ، التي تمتلئ روماتهم بالمستمعين فيهم مسيحيين ويهود يتقنون العربية ويصطادون ضعاف النفوس وجهلة ليبثو فيهم سمومهم .. وقد تعجبين لما تسمعي اهتمامهم العجيب بالقرآن و الاحاديث والصحابة وبكل ما يتعلق بالاسلام ليحاربوه من داخله ... ومن بين ذالك هذا الحديث النبوي الشريف .. أوصلو ذاك المعنى المغلوط لعقول بعض المتفيقهين .. لينالو من المكانة ا لحقيقية التي شرفها بها الله عز وجل وعلى لسان نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلا م .. فلذا أقول علينا جميعا أن نضع الحديث في مقامه الصحيح .. ومن تجرأ على المرأة فهو من نفسه ولا داعي لأن يقحم الحديث في جرمه ... إذا لم تقتنعي بردي فلى عودة ثانية