يسرني تعقيبك وثناؤك العاطر .
إن امتناع الرجل من مصاحبة امرأته في غرفة الولادة وهي في تلك الحالة لايعد تكبرا ولكن لما كانت المرأة حال الولادة في هيئة رثة ويتزامن مع خروج المولود شئ من الدماء والمياه - وشئ من النجاسات - التي تجعل صاحب النفس السوية يتقزز فإنه من غير المعقول أن يتقبل الرجل ذلك المنظر بل قد ينفر من زوجته فيما بعد ، أما الغربيين فليسوا بمثال يقتدى بهم فإن عندهم مباشرة النجاسات أمر طبيعي ولا أدل على ذلك من كونهم أول من ابتدأ مص ولحس كل من الرجل والمرأة عضو الآخر بل تعدى الأمر لفتحة الشرج !!
والنبي صلى الله عليه وسلم أمر الرجل إذا أراد الدخول لبيته أن يسلم ونهى أن يفاجأ الرجل أهله حتى لا يراهم على حال يكرهها فيكون ذلك سببا لنفرته عن أهله ، وكما نهى عليه الصلاة والسلام الرجل إذا قدم من سفر أن يطرق أهله ليلا
فعن جابر رضي الله عنه قال (كنا مع النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم في غزوة فلما قدمنا ذهبنا لندخل فقال أمهلوا حتى ندخل ليلا أي عشاء لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة) متفق عليه.
والحكمة في النهي عن الطروق أن المسافر ربما وجد أهله مع الطروق وعدم شعورهم بالقدوم على غير أهبة من التنظيف والتزين المطلوب من المرأة فيكون ذلك سبب النفرة بينهما قوله (الشعثة) هي التي لم تدهن شعرها وتمشطه ، قوله (وتستحد) أي تستعمل الحديدة وهي الموسي والمغيبة أي التي غاب عنها زوجها والمراد إزالة الشعر عنها .