السلام عليكم
أصبح يصعب علي الأموركثيرا، فلم يعد يكتفي بمحاداثنا الهاتفية و كأن الكلام قد انتهى فإذا اتصلت بهلأسمع صوته أو أكلمه قليلا كان يطلب أن نلتقي و هذا الأمر لم يكن ممكنا كلما أرادهو أو أنا ذلك، فأنا أم و مسؤولة عن طفلين عدا كل المسؤوليات الأخرى، و كان يثور ويغضب و يقفل الهاتف في وجهي كلما قلت كلمة لا أستطيع، فيتركني لآلامي و دموعي فمرةكنت اجد جليسة لأطفالي لألقاه و مرة أخرى كنت أبقى أفكر بيني و بين نفسي ما هذاالذي ورطت نفسي فيه و لكني كنت أحبه و هذا الشيء الوحيد الذي أضعفني و أضعف قلبيالبريء الذي لم يحب غيره و كأنني أعيش تجربة مراهقة و ليس امرأة ناضجة، فأنا مقارنةمع نساء جيلي جاهلة بأمور العلاقات و الحب،
عندما كنت ألقاه كانت كلماتنا قليلة،كان إن تحدث تحدث عن أزمته المالية و مشاكل عمله و رغبته في تحسين ظروفه، بالمقابلكان يجهل عني كل شيء تقريبا فنصف ما يعلمه عني كذب و رغم حبي له أو ما ظننته حبا ولكم الحكم ، لم أكن أتكلم عن حياتي الخاصة إلا قليلا فهو لا يعلم حتى ما هو عملي ومن خلال تعامله معي كان يشك أنني متزوجة فأنا أتصرف معه في الأغلب على هذا الأساسلأتفادى طلبه أن يأتي إلى بيتي، و لا يعلم بمستواي الدراسي و لا يعلم حتى أنني أملكسيارة فكلما ذهبت لألقاه كنت أستقل سيارة أجرة لكي لا يرى أحد سيارتي. لا يعلم شيئاعن ظروفي فأتا باعتقاده امرأة جميلة عشقته و تمضي معه لجظات لست أدري بالضبط ماذاكان يعتقد و لكن هذا ما كانت توحي به تصرفاته معي، لكني كنت في كل مرة أطلب منهشيئا واحدا و هو إن قرر إنهاء علاقتنا يخبرني و أن لا ينسحب بدون سابق إنذار و كانيعدني بذلك.
أشياء كثيرة عن الحياة التي تدور من حولي علمتها و لم يكن عندي بهاإلمام قبل أن أتعرف إليه، فمثلا وجدت أن علاقة كعلاقتنا شيء عادي لأغلب الناس ببلديو بدأت أسمع عن نساء متزوجات يتخذن أخلاء، علمت أشياء صعقتني و كأنني قبل هذا كنتفي قمقم و خرجت منه لأصطدم بواقع أرعبني.
في يوم التقينا هو و أنا و لست أدريربما عبث بمحفظتي و لم ألحظ ذلك و لكنه فاجأني بسؤال : هل أنت متزوجة؟؟؟ قلت: أنتماذا تعتقد ؟؟ قال: لا تجيبي بسؤال
سكتت و لم أجب فأمسك بيدي بعنف و قال: تريدينأن تعلمي ماذا أعتقد؟، أعتقد أنك كاذبة في كل شيء فأنت لا متزوجة و لا لديك أطفالكما تدعين، كان ثائرا و عصبيا و محاولة مني ان أهدئه ابتسمت و قلت: ليس لي أطفال؟؟؟ألا يوحي شكلي بأن لي أطفالا؟؟؟ قال: إن شكلك لا يوحي بأنك متزوجة فيكف يوحي بأن لكأطفالا، قلت: هذا إطراء أشكرك عليه و لكن لي طفلين أقسم لك، فقال: أنت تكذبين و لستأدري لماذا.
تركته ذاك اليوم و أنا عازمة على تركه و إنهاء تلك العلاقة قبل أنيعلم بها أحد، ليس هذا فقط فأنا لست راضية على نفسي فلست أنا تلك المرأة إننيإنسانة أخرى لا أعرفها، كنت ألوم نفسي في اليوم ألف مرة على ما أفعله، حتى في صلاتيكنت أرى أني لا أستحق أن أسجد لرب أغضبته مني، و كنت أستحيي أن أطلب من ربي شيئا ولكني كنت أدعوه أن يغفر لي خظيئتي و أن يهديني و أن لا يتركني لنفسي.
كنت أسعدبلحظاتي معه، لكنها كانت سعادة مزيفة سرعان ما تنتهي بسبب نفسي اللوامة، تمالكتنفسي لأيام لم أتصل به و هو أيضا لم يفعل، و كنت أجده على الخط بالمسنجر لكني لمأكن أحادثه أو أجيبه، لكني كنت أفكر به طوال الوقت، أشتاق إليه و اكثر شيء كنتأشتاق إليه هو سماع صوته، و رغبتي في سماع صوته كانت تجعلني أفعل أشياء غريبة، فكنتأخفي الرقم فأتصل لأسمع يقول: ألو ألو عدة مرات ثم أقطع
اتصل بي أخيرا و كانيخفي رقمه و تحدثنا و التقينا مرة أخرى و تفادينا اي كلام من شأنه أن يثير الخلافبيننا، بعدها عدت لأتصل به فلا يرد على اتصالاتي و كنت كالمجنونة أتصل و أتصل ممكنفي اليوم مائة مرة و لا حياة لمن تنادي، قلقت عليه و تراكمت التساؤلات برأسي لماذالا يرد هل هو بخير؟؟إنه لا يرد على أية مكالمة و لست أنا المقصودة لأنني في كل مرةأكلمه برقم مختلف لا يعرفه و تكررت محاولاتي إلى أن رد و عندما سألته ما به و لماذالا يجيب؟؟ أخبرني أنه يعاني من مشاكل بعمله و انه قدم استقالته و لم تقبلفيالحقيقة لم أجد السبب مقنعا لعدم رغبته في التحدث معي فهو في كل مرة يجد عذرامختلفا أو يقول لي سأكلمك و لا يكلمني، تصرفاته هذه جعلتي أصر أكثر على التحدث معه،كنت متألمة و بدأت الهواجس و التساؤلات تتراكم في رأسي
ماذا حدث؟؟ كنت أحاولالإجابة عن تساؤلاتي هذه بنفسي و أقول ربما هناك أخرى أو ربما مل مني أو ربما ندملأنه يعتقد أنه على علاقة بامرأة متزوجة
كنت أريد إجابة فقط و إن أراد بعدهاتركي فلابأس
كنت أمضي الليل كله في الإتصال به و ترك الرسائل له أرجوه أن يردعلي و لو بكلمة و هو كان يتفرج علي و على معاناتي دون أن يحرك ساكنا، للحظة ظننتهيتلذذ في تعذيبي
في ليلة اتصلت فأجاب: نعم، و كأنني أيقظته من نوم عميق قلت: كيفحالك، فقال لي: من معي؟؟ عندها أحسست و كأن سكينا غرست بقلبي و أظلمت الدنبا بعينيو بغصة في حلقي منعتني النطق فاغلقت سماعة الهاتف و أنا ألعن اليوم الذي عرفته فيهو أبكي و أبكي دون توقف ربما بكيت طوال الليل، و كنت أقول لنفسي: من أين له كل هذهالقسوة ؟؟؟ أين حبه و أين حنانه و أين وعوده...، كل شيء انتهى هكذا، و ددت لو أنهانتظر علي قليلا و كأنني كنت أريد أن أشبع منه قبل أن نفترق، و أخيرا قبلت بالأمرالواقع رغم أنني كنت أحس بنفسي ممزقة من الداخل، و أن قلبي أصبح أشلاء لا يمكنجمعها، و لكن الأمر بالنسبة لي لم يكن بتلك البساطة و لن ينتهي قبل أن أكتب لهرساله إلكترونية أشفي فيها غليلي، و أقول ما عنديكتبت رسالة أشكره فيها علىمعاملته الراقية لي مستهزئة طبعا و أذكره بأنه لم يكن خطؤه ما حدث فقد كان خطئيلأنني صدقت شخصا مثله و سذاجتي التي جعلتني أقع في حبه دون تفكير و أضفت جملة غيرواضحة، و قد تعمدت ذلك قائلة:" و الذي يريحني في كل هذا أنك لا تعلم عني الكثير منالأشياء"
و كأني كنت أعلم ان جملتي هذه سوف تستفزه فيتصل بي
و فعلا اتصل بيليلا
و انتظروني