حين يرحلون....يُغلقون قلوبهم...وآذانهم...ويكمم الصمت شفاههم...
وبعد أن يكون بين قلوبنا وبين جيوش غيابهم كـــر وفـــر...
يـ !ـعـ !ـودون...!!
ويطلبون من قلوبنا المكسورة أن تفغر لهم!!!!!
سئمت تناول جرعات النسيان...
والوقوف على شرفات الغياب...
والتظاهر بعدم الاكتراث...!
...............
أقتات على فتات ذكرياتنا...
مازال طعم السكر عالقٌ بها...!
لكنني أتذوق المر في نهايتها!!
أتعلم لماذا!!
لأنني في البداية أقتات عليها حين أشعر بالحنين إليك..
فتراني أحاول إشباع الروح وإنقاذها من أوحال الجوع في غيابك...
وحين أنتهي منها...
أُحاول ابتلاعها...
لكنني أتذكر غيابك...
فأتذوق مرارتها...بعد الحلاوة...
أتغصص بها...
فتخنقني...
أبكي... بحرقة...حرقة...حرقة....موجعة حد الموت!!
أحتضن خاطري المكسور...
وأُربِت على أشلاءه المتناثرة!!!
أجمعها لتكون بجانب بعضها...
حتى لا يقتلها برد الصمت...!
أو تشتتها عواصف الجفاء...!
تتدحرج أحلام رؤيتي لك...أمام قوافل الليل...
حتى تتوه في الظلام..!
لم أعد أسمع نبضها...
ماتت من الوحشة ...أو ربما من الخوف...والأرجح من الشوق والحنين...!
أُكفِنها!!!
وأدفنها عند بزوغ ذلك الفجر الشاحب..!
أتقوقع على نفسي...
وأحتضن بشفقة قلبي الهرِم...
حتى يستفيق من ظلم غيابك...
وقسوة رحيلك...
.....
وسيبقى الحبر بمثابة الدواء لجروحي النازفة من بعدك...
ومصل أتعاطاه كي يخفف من سم غيابك الذي فتك بقلبي....
مخرج:
حين يعودون...
سأرفع قبعة النصر في وجه غيابهم...
حتى وإن كان يؤلمني حد الموت!!!
وسأعكف على تناول جرعات نسيانهم بانتظام...!
[/mark]