السلام عليكم مرةأخرى
بعد حديثي مع خالي الذي كان هذه المرة مختلفا و غيرمتساهل معي بالمرة، اتصلت بكريستيان لأفهم سبب إقدامه على ما فعل دون علمي، أخبرنيأنها كانت فكرة ابنة خالي و أنها أقنعته بفعل ذلك، قائلة أنها تعرفني جيدا و أن ذلكشيء يسعدني، و أبدا أسفه لي عندما رأى أنني لم أتقبل الموضوع كما اعتقد و قال: إنكان الأمر قد أزعجك فانسي أنني قمت بهذه الخطوة،
و لكن بعدماذا، بعد أن جعل خالي ينقلب ضدي و يسحب مساندته لي أمام العائلة بأكملها، عندالمساء اتصلت بي ابنة خالي، و كنت لا أطيق التحدث معها، أخبرتني أنني عزيزة عليهاكثيرا و هذا ما جعلها تتدخل في حياتي بهذا الشكل و أنني يجب أن أسر و أحمد اللهكثيرا لأن شخصا مثل كريستيان فكر بي و رغب بالزواج مني، أزعجني كلامها، فأخبرتها أنحياتي شأني أنا وحدي و أن لا أحد يمتلك الحق في إملاء تصرفاتي علي، فوجئت بهاتخبرني أنها على علم بعلاقتي و أنها قد قرأت بعضا من مذكراتي و تعلم بأمري و أنهالن تخبر أحدا إن أنا أتممت خطبتي لكريستيان، دارت الدنيا من حولي و انا أسمع منهاهذا الكلام، و كانني لا أعرفها، كنت أبكي تلك الليلة فأنا من وضعت نفسي في هكذاموقف، نعم إنها أخطائي تنقلب ضدي، كانت هي تتحدث و أنا أبكي، بعدها أقفلت سماعةالهاتف و لم أنتظر لتنهي حديثها السخيف.
كانت دموعي لاتتوقف تلك الليلة، نسيت أمر مناقشة رسالتي، حاولت النوم و لكن دون جدوى، و فجأة رنهاتف البيت، و كانت الساعة تقريبا منتصف الليل، أجبت بصوتي المخنوق من كثرة البكاء:
ألو
و إذا به صوت حبيبي: ألو، كيفحالك؟ أحسست بغصة في حلقي من الدموع و المفاجأة و أجبت بصعوبة: بخير، شكرا
قال: ما بك؟؟ قلت: لا شيئ، و لكن من أين حصلت على رقم هاتفالبيت؟؟ قال: و هل هذا شيء صعب؟ قلت: نغم: صعب لأنني زيادة على الفاتورة أدفع لكيلا يضعوا رقمي بدليل الهاتف، و هو لا يوجد بدليل الهاتف و لا أحد يعرفه غيرالعائلة، لم يجب، و سألني: هل تبكين؟؟ قلت: نعم: و هل هذا يهمك؟؟ قال: نعم يهمني،لماذا كذبتي علي و قلتي انك متزوجة و لم تخبريني عن شيء يتعلق بحياتك؟؟ قلت: وجدتأنك لا تهتم، فلم أخبرك، فأنت لا تهتم لأخباري، إنك تهتم فقط لملاقاتي و تمضية وقتمعي، فبدأ في عصبيته، و صراخه و كأنه طفل و قال: أريد أن أراك حالا، قلت آسفة: لايمكنني الوقت متأخر، فقال: كم حساب مسنجر لديك؟ قلت اثنان، لماذا؟؟ قال: لا شيء، ولكنني كررت السؤال: لماذا؟
فقال: سمعت أنك ستتزوجين، مبروك: قلت: من أخبرك؟؟ قال: لا يهم، وانتهت المكالمة .
كنتكالغبية، لا أعرف ما الذي يحدث حولي
كانت ابنة خالي قد أخذتعنوانه الإلكتروني و تحدثت إليه و أخبرته ما لم يكن يعلمه عني
لقد عقدت الأمور أكثر
كنت كالغبية لا أعلم من أين أتى بتلك الأخبار، فهو لم يخبرني و أنا لميخطر ببالي أن ابنة خالي قد تقدم على فعل كهذا، كنت أقول لنفسي ربما تحرى عني بحكموظيفته، فهو يعمل بالدرك الملكي، و لم أفكر كثيرا بالموضوع، كانت الأولوية لرسالتيالتي حددت لها موعدا بعد أسبوعين
انكببت على رسالتي و أقفلتجهاز المحمول لكي أركز، و تناسيت كل المشاكل و الأحداث التي تراكمت في شهر واحد،سنة مضت دون أحداث تذكر، و في 4شهور اجتمعت أحداث عمري كله، مرالأسبوعان بسرعة، غدا سأناقش رسالتي، كنت متوترة و عصبية، فالعائلة بأكملها ستكونهناك، كريستيان كذلك، إلا حبيبي فأنا لم أستطع إرسال الدعوة إليه، فكرت في ذلك ولكني خفت، ربما لن أتحمل، ربما لن أركز، الأمر غير سهل بالمرة
و جاء اليوم الموعود، استيقظت مبكرة، صليت الصبح وسألت ربي أن يوفقني و أنيمر اليوم بسلام، تأكدت من كل الترتيبات المصور و الحفل بعد المناقشة و كل شيء كانكما خططت
بدأ المدعوون في التوافد على القاعة و كان خاليأول الوافدين، اتجه صوبي و حضنني و قال لي: بالتوفيق حبيبتي، ثم رأيت ابنة خالي ،زوجها رفقة كريستيان الذي كان يحمل بين يديه باقة من الورود الجوريةالحمراء
دخل الأساتذة، كان قلبي يخفق بشدة، قلت بسم اللهالرحمن الرحيم و بدأت، لم أكن أنظر لأحد فقد اندمجت في المناقشة و في شرح ما تتضمنهرسالتي من أبحاث و المراجع
مرت ساعتان تقريبا دون أن أحس وكانني كنت أحلق في عالم آخر
انتهيت و تنفست الصعداء،فبدأأساتذتي يثنون علي و على المجهود الذي بدلته، و على موضوع الرسالة، كل بدوره، ثمقدموا لي الشهادة، و الحضور يصفق و أنا لأا أسمع صوتا بداخلي غير الحمد لله و الشكرله، التف الجميع حولي يهنئونني، أغمضت عيني و أنا أستجمع أنفاسي و عندما فتحتهماخيل إلي انني لمحت حبيبي في الصف الأخير، كان الجميع حولي و صعب علي النظر جيدا، هلفعلا كان هناك أم أنا أتوهم و أتخيل الأمر فقط، كانت عيناي تبحثان عنه و لكني لمأره، ربما كنت واهمة، ربما من كثرة شوقي إليه و رغبتي في حضوره، تخيلت أنيأراه
اتجهنا بعد ذلك إلى القاعة التي أقمت فيها حفلة صغيرةللعائلة و كنت مرهقة كأنني لم أنم لدهر كامل
كنت انتظربفارغ الصبر انتهاء الحفلة و انصراف المدعوين لأعود لبيتي رفقةأولادي
بعد انصراف الجميع تقريبا بقي خالي، كريستيان ، ابنةخالي و زوجها(أنا لم أذكر أمي لأنها تعيش في دولة اخرى هي و إخوتي لذلك فلا أحداثمتعلقة بهم في قصتي)
كان ولدي سعيدين و قال لي ابنتي بصوتهاالحنون: أنا فخور بك ماما، كنت أسعد الأمهات بكلماتها الرقيقة هذه، كذلك خالي كانفحورا بي، و تمنيت أن لا يزعجني بالحديث عن كريستيان، و لم يفعل بل سلم علي و انصرفهو أيضا، ثم جاءت ابنة خالي و قالت لي: ما رايك لو نذهب لنكمل الحفلة في مكان آخرلطيف، لم أكن أطيقها فقلت: الحفلة كملت و أنا متعبة و أريد أن أرتاح، قالت بخبث: آه، أرى أنك قد خططت لتكملي الحفلة مع احد آخر، ألم يكن هنا؟؟ قلت: لا أعرف عماتتحدثين، و لا يهمني ما تفكرين به، شرفتني بحضورك، مع السلامة، أمسكت بولدي و ذهبتباتجاه كريستيان سلمت عليه بسرعة و انصرفت
عدت إلى بيتي، ونام أولادي، لم أشعر بالسعادة التي كنت أنتظر أن أحس بها بهذا اليوم، كانت الفرحةمكسورة بداخلي، و تذكرت ما يقال عن أن اليتيم عندما يفقد والده تكسر الفرحة بداخلةفلا يعرف طعم الفرحة في حياته، أحسست بضيق في صدري و رأيت أن أفضل شيء أفعله تلكالليلة هو الصلاة، ربما هي ذنوبي التي تثقل صدري و تقض مضجعي
توضأت و ذهبت أصلي و أسال ربي أن يغفر لي و يهديني و كنت ابكي دون توقف، وكنت أحمد الله كثيرا على توفيقة لي
و بينما انا أصلي، إذابجرس الباب يقرع، أنهيت الركعتين و توجهت إلى الباب و وضعيت عيني على العينالسحرية، كانت ابنة خالي
فتحت الباب؟، نعم ماذا هناك؟؟قالت: ألن تسمحي لي بالدخول؟؟ قلت: الأولاد نيام و لا اريد أن تزعجيهم، ماذاتريدين، قالت: أريد الدخول و التحدث إليك قليلا، قلت: عودي غدا، أنا لا أرغب فيالتحدث الآن، قالت: لماذا لا تسمحين لي بالدخول؟؟هل معك أحد؟؟ تنفست بعمق لكي لاأثور عليها و لكنها لم تنتظر، دفعت الباب و دخلت، و كأنها تبحث عن أحد، كانت تضحك وهي تقول: إظهر و بان عليك الأمان و أنا كنت قد بلغت حدي معها، فقلت لها: ماذاتريدين؟ تكلمي ، لقد ضقت ذرعا بك و بسخافاتك، قالت: يا ابنة عمتي أنا لا أريد إلاالمصلحة لي و لك، قلت: لي، و علمت، كبف لك؟ ما مصلحتك إن أنا تزوجت بكريستيان أملا؟؟ قال: إن تزوجته، فسنضمن انه لن يتخذ شركاء بمشروعه غيرنا، و انت تتمنين الخيرلي أليس كذلك؟ فانا ابنة خالك الذي كفلك و رباك و أنفق عليك حتى أصبحت كما انت الان ، قلتلها: أخطأت عزيزتي، أقترح أن تذهبي إلى والدك لتعرفي متى قرر التخلي عني و عنكفالته لي؟؟
و انتظروني