استجابة لطلب أختي كولة أتشرف بالحضور هنا والمشاركة بما لدي من قصص وإن كنت خالي الوفاض ،ولكن على قدر أهل العزم تأت العزائم ،وإلى أولى القصص وهي عن الجن أعاذنا الله من شرهم وأتمنى أن تنال على رضاكم :
خرج رجل مع أحد زملائه إلى البر ليقضيا قسطا من الراحة هناك حيث الأجواء الجميلة ليتمتعوا بالخضرة النظرة ،وعندما وصلا للمكان الذي يريدان أن يقضيا فيه وقتهما ذهب زميله ليحتطب من أجل أن يشعلا النار ويعملا القهوة والشاي وبعد صلاة العشاء بقليل ذهب زميله ليقضي حاجته وفي هذه الأثناء جاء إليه رجل من الجن ومعه زوجته وفتاة فائقة الجمال فقال الجني مخاطبا له : هذه ابنتي وأريد منك الزواج منها فقال: إنني لا أرغب بالزواج ولا أريدها فقال له إما أن تتزوج بها وإلا فسوف يكون الموت مصيرك فوافق على الزواج بها واتفق معه على أن يحضر في مكان معين فيما بعد ليتم عقد قرانه على الفتاة من الجن ،محذرا له بعدم إخبار أي شخص بزواجه من ابنته مهددا له بالموت إن أخبر بذلك ،وفعلا تزوجها فكان كل ماجاء مكان وأراد أن يلاعبها جاءت إليه ،وفي مرة من المرات تذكّر هذا الرجل صديقا له في إحدى المناطق فقرر السفر إليه ،وفي أحد الأيام امتطى مطيته وذهب مسافرا لصديقه وعندما وصل استقبله أحسن استقبال وبات عنده تلك الليلة ،وفي منتصف الليل والرجل نائم لوحده في غرفة إشعال النار وهي ما تسمّى بــ ( المشب ) وكان البيت من البيوت القديمة التي بناؤها من الطين ،قامت زوجة صاحب البيت تريد قضاء حاجتها فسمعت ضحكات مرتفعة فلما قربت من المكان الذي يرقد فيه ضيفهم سمعته يتحدث إلى امرأة فنظرت إليه دون أن يعلم فإذا هو يلاعب فتاة ويمازحها ،فذهبت مسرعة لتوقظ زوجها ليرى ماذا يفعل صاحبه (ضيفه ) ؟! وليطلع هو بنفسه على الواقعة وفعلا ذهب معها ورأى بعينه وسمع بأذنيه ما دار بين صاحبه وتلك المرأة وطبعا هي زوجته من الجن التي تزوج بها رغما عنه ،وفي الصباح قدم له القهوة والشاي والفطور وأخذ يتحدثان فيما بينهما فقال صاحب البيت للضيف هل جاء إليك أحد البارحة ؟! قال :لا ،ومن سيأتي إليّ والأبواب مغلقة فلما أصرّ عليه بالكلام وأخبره بما رأى منه البارحة أنكر في بداية الأمر ومع الإصرار عليه قال: سأخبرك ولكن هذه وصيتي قبل أن يحل بي ماهددني به والد زوجتي من الجن ،وأخبره بما حدث له ،وعاد إلى بلده وعندما وصل جاءه في تلك الليلة والد الفتاة قائلا له: ألم أنهك عن الإخبار بزواجك من ابنتي ومع هذا أفشيت السر ،فأخبره الرجل بأن الأمر كان رغم أنفه ولم يكن بطوعه فقال لأن الأمر كذلك سأخفف عليك العقوبة وسأكتفي بإصابتك بالشلل من السر حتى قدميك ،وبأمر الله جل جلاله فعلها الجني بالرجل وأصابه بالشلل النصفي بتقدير من العزيز الحكيم وبقي كذلك حتى مات ،والقصة حقيقية من الواقع ،كفانا الله شر من به شر من شياطين الإنس والجن .