[align=justify]كل إنسان في هذه الدنيا لديه مشاكل وهموم وآلام وأحزان كل بحسبه وكل ذلك درجات ،لذا نجد كثيرا من الناس دائم الأحزان كثير الشكوى والنجوى ،نحلت جسمه وأعياه التعب من هذا الزمان وكما قيل ( كل عليه من الزمن واكف ) أي كل لديه مايعاني منه ،فالدنيا أسقت كل الناس المرارة والأسى ،بحيث لم يسلم منها أحد ،ولكن عندما نتفكر بما يصيبنا من لوعات الزمان وغدره نتذكر أن ذلك كله بأمر من الله ،وأن غيرنا يعاني أكثر مما نعاني منه ،وأن علينا الصبر وهذا ماكتبه الله علينا لامفر منه ،ويجب علينا أن ننسى الماضي ونفكر بالحاضر والمستقبل ،وإلا لزاد عذابنا ومصابنا وكثرت أحزاننا ،وأجزعنا الدهر وأوصلنا إلى طريق المهالك ،ولانجني من ذلك إلا الخسران ،نعم قد يكون عظم المصاب أكبر من الصبر ولايستطيع الإنسان أن يتحمل ذلك ،لكن من تأمل بعين البصيرة هذه الدنيا ومافيها من أفراح وأتراح علم أن السلامة فيها ترك مافيها ،وأنها لاأمان لها ،وأنها متاع زائل لاتستحق منا كل هذا الاهتمام والحزن وسكب الدموع والتوجع ،كم ضيعت أناس ،وأشقت آخرين،كم أفرحت وأترحت،وأفرحت وأحزنت ،غدارة بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ،ومع هذا فيها من الناس من نحس معه بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان من انشرحت صدورهم وأوتوا الحكمة بكلماتهم اللطيفة وأسلوبهم الراقي وتعاملهم الفذ الذي يدل على سلامة صدورهم من درن الحقد والغل والحسد ،ممن يحبون الخير للآخرين ،ويسعون لإسعاد غيرهم ،وماأحوجنا لهؤلاء نشكو إليهم بعد المولى ،وننثر همومنا بين أيديهم ليشاركونا الأحزان ،ويبحثوا لنا عن منفذ يبعد عنا ماحدث وكان في غابر الأزمان ،فماأجمل الدنيا بهؤلاء !وماأقبحها بضدهم من ذئاب البشر بل من شياطين الإنس أعاذنا الله منهم ! فهيا نترك الدنيا خلف ظهورنا ونفتح صفحة جديدة مع الأمل باحثين عن النور ،وكم نور خرج من رحم الظلام بعد يأس ،مؤملين خيرا وناظرين للغد بابتسامة وإشراقة وجه ،وإن غدا لناظره قريب،أبعد الله عنا جميعا كل هم وغم ،وحزن .[/align]