بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما ستقرؤه ربما تكون حكمة وربما تتمثل في موعظة ولكن الاهم من ذلك ان تعم الفائدة على الجميع .
نفثة الثعبان
قرر أحد الثعابين يوما أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس وترويعهم ، فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل ،
فقال له الراهب : إنتحي من الأرض مكانا معزولا ، واكتفي من الطعام النزر اليسير
.
ففعل الثعبان ما أُمر به ، لكن قض مضجعة أن بعض الصبية كانو يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ،
وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانو يزيدون في إيذائه ،
فذهب إلى الراهب يشكو إليه حاله ، فقال له الراهب : انفث في الهواء نفثة كل اسبوع ليعلم هؤلاء
الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت
..
فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية .. و عاش بعدها مستريحا
.
كثير من الناس يغرنهم الحلم ، ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء ،
وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه ، وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان هو ضعف واستكانة وقلة حيلة
.
هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غره حلم الحليم ، أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف ، واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة
.
وأن مهانة المسيء هي التي منعتنا من مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته
.
إن لنفثة الثعبان في زماننا هذا قيمة
..
وإظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء أن أصحاب الضمائر الحية ، أقويا ، أشداء ، قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم
.
نعم قد نعفو عمن أخطاء فينا مرة أو أكثر ، وقد نتغاضى عن الإساءة فترة ، لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتنا ومهابتنا ,, فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق .. أو دين
.
في أدب العرب أن من أمن العقوبة أساء الأدب
.
______________________
من كتاب " أفكار صغيرة لحياة كبيرة
"
كريم الشاذل
منقووووووووول
ودمتم بخير