رجل كبير في السن فقير عنده أولاد كثيرون ولم يكن يملك ضيعة أو مهرةوفي كل يوم يهبط يشحت في شوارع و أسواق و قرى المدينة يمر على جزار و يقول (أعطني مما عطاك الله) فيطرده الجزار وينهره فيرد عليه و يقول (اللي ما درى ما درى) يقصد أن الغني لا يعرف مدى حاجة الفقير التي تجعله يمد يده للناس
وهذا الجزار كان يخفي أمرا ًخطيرا ً و هو أنه كان يذبح الحمير و القطط و الكلاب و يبيعها على الناس في مدينته على أنها لحم بقر و غنم فعندما تكرر كلام الشحات الفقير كل يوم خـُيل للجزار أنه قد يكون اكتشف أمره فخاف أن يفشي سره فقرر الجزار أن يقتله و استخدم حيله كي يقتله دون أن يشعر به أحد فأعطاه لحما كثيرا و قال أعطه لعائلتك ثم عد فأنت ضيفي اليوم فذهب الرجل المسكين إلى المنزل فرحا ً مسروراً و أعطى اللحم لزوجته و قال اصنعوا طعاما ً و أنا معزوم عند رجل كريم ثم عاد إلى الجزار الذي قدم له العشاء و سامره حتى تأخر الوقت و انتصف الليل فقام و قتله و حفر حفرة في فناء داره و دفنه فيها و لم يترك أثرا ً لفعلته الشنيعة و عاد الجزار يذبح الحمير و القطط و الكلاب للناس و الناس سادرون غافلون لا يعلمون شيئا ً عن هذا الرجل حتى مرت الأيام و مرض السلطان و عاف الطعام و قال أنا لا اشتهي إلا عنبا ً فقال الخدم هذا ليس موسم العنب و لكن سنبحث في المدينه فسمعوا عن عنب ينبت في غير موسمه عند الجزار فذهبو إلى هذا الجزار فاخبروه الخبر و طلبو منه عنبا للسلطان فرح الجزار بهذة الفرصة ليدخل قصر الوالي فقال لهم انصرفوا وأنا سوف أحضره للوالي بنفسي فقطف عنقودين من أكبر العناقيد ووضعها في صينيه وغطاها بغطاء و ذهب إلى قصر الوالي الذي أخذها بيده و رأى عنبا ً لم يشاهد مثله في حياته ثم وضعها على الطاوله وبعد أن انصرف الجزار قرب له الخدم صينية العنب و فتحها السلطان فلم يجد العنب و وجد بدلا ً منه كبدتين فذهل السلطان و قال أنا متأكد أنها كانت عنبا ًعندما أحضرها الجزار و لابد ان يكون هناك سرا ً يخفيه هذا الجزارو أمر بإحضار الجزار و سألوه عن العنب و شجرة العنب فقال نبتت دون أن يزرعها أحد في ساحة منزلي فأمر الوالي جنده بحفر الأرض تحت شجرة العنب فوجدوها تنبت من صدر رجل كأنما قتل الآن فاعترف الجزار بالقصة و جريمتاه بحق المدينه و الشحات ولقي من السلطان ما يستحقه من جزاء
ثم ذهبت كلمة الفقير مثلا يضرب لمن يجهل خفايا الأمور أو يعيش في عالمه الخاص و لا يشعر بأحد