العلاقة بالانترنت ، غالبا ، هي البحث عن الترفيه المرئي ، لاننا عربيا حديثوا عهد بالتقنية الاتصالية ، وان شئتم جاهزيتنا للقبول بما تجاوزه غيرنا شرقا وغربا ، المقارنات بين العقود الزمنية التي تتابعت بانتقالات الجينات الوراثية وبصماتها الملعونة ... تظل حالة الانبهار بالجديد ومنذ الفضائيات ... التي اخذتـنا واستهلكت وعينا الى الفراغ بالاستنساخ من الغربية مع الدبلجة او التعريب الغبي ، والى الكمبيوتر لعبة للترفيه ومشكلاتنا في استخدام الهاتف المحمول ... غير ذلك كثير هو شاننا مع الاتصاليات ... اخيرا مع شبكة المعلومات العالمية : الترفيه بلا حدود ... جزء من ذلك الدخول الى بوابات الانحلال الخلقي او ما يقال كسر الحواجز التقاليدية في العلاقات الاجتماعية ... بوابات اندية اللهو غير البريء ( نايت كلوب ) مواقع الزواج بالانترنت تلفت الى وضع اكثر غرابة في الموضوع عندما نعرف ان المسجلين فيها يتجاوزون 10 ملايين يضاف اليهم نسبة مماثلة متصفحين وفضوليين على استحياء ، والسيل يجرف بقية المراهقين !!! الدراسات الاجتماعية المتخصصة في الظاهرة الجديدة بزواج الانترنت تؤكد الاغلبية للطلاق من المجموع المنتهي بالارتباط في الأربعة سنوات الماضية ... وأوضح البحث تفاصيل شاملة للامزجة التي تمثل دوافع القادمين إلى التقنية الالكترونية بادعاء الزواج باعتبارها تسلية وتعارف او بحث عن علاقات غير مشروعة وتحايل على التقاليد والحواجز المتوارثة ، ويتناول النقاش الاحتمالات القادمة نتيجة إغراءات ووسائل الدعايات المؤثرة على طبيعة هذه التركيبة مع التحذير من توسع دائرتها بمرور الوقت ... مع دخول الفضائيات التجارية إلى المنافسة مع منتديات ومواقع الزواج بالتعارف والصداقة في الشبكة العنكبوتية ، بالإضافة إلى ان القراءة في معدل (الصفقات) المنتهية بالوصول للهدف ــ الزواج ــ توقفت على مؤشر17% فقط !!! حديث الشباب يستمر في تبادل الخبرات من جهة ، والنقاش في مدى جدية البنات بالمواقع وتحاك الخطط في اختبارات لها من البوادر عقدة الشك أو الكبت الساكن في النفس أحيانا وعلى نفس المنوال تتفنن حواء في مبادلة استعراضات الخبرة الأمر الذي يطيل زمن البقاء في هذه الاتصاليات بحثا عن حقيقة ما أو اكتشاف حسن النوايا ومن ثم البدء في تقريب المسافات ... ويقدم كل من الطرفين المعلومات الشخصية التي من خلالها يسهل البحث عن النصف الآخر وفقا إلى برمجة الموقع وأسلوبه في تصميم القنوات التعريفية : هي تريده ميسور الحال وهادئ وشاعر ويقدر الحياة الزوجية تقبله بالمسيار أيضا وان كان أرمل مطلق لديه أبناء ، يحب السفر، العمر من 18/ 60. يعرض الرجل رغباته : رومانسية حنونة ، هادئة الطباع ، فرفوشة ، جميلة ، مابين 20/30!!! . ولا تخلو الاستعراضات من مفارقات طريفة فهنالك الكثيرات مابين 25/40 تعرضن الموافقة على رجل في السبعين !!! مطلقة تريده وسيما رومانسي ثري أعزب بوظيفة مرموقة ، ويقدر الحياة الزوجية مابين 25/32 ، إلى آخر المواصفات وهي في سن الـ 42 متوسطة الجمال ، ثرية لديها بيت ... شاب في الـ 30 مطلق يريدها موظفة بدخل متوسط وتقبل بظروفه الحالية بعد ان فقد وظيفته : العمر مابين 40/50 زواج مسيار !!! عزباء طالبة في الجامعة تريده رومانسي حنون مطاوع غير عصبي متحرر من العقد لديه سيارة (كشخة) آخر موديل العمر لا يهم / متزوج / أرمل / مطلق /زواج شرعي / مسيار: المؤهلات / دخل شهري بين / 10 الى 50 ألف دولار/ يورو !!! لابد انها قضية تهم المجتمع الخليجي اتصاليا واجتماعيا ، لذلك اقدم الرأي العلمي بحديث البروفسور هاني عبدالله الغامدي الرئيس العام للاتحاد العربي للاستشارات الاجتماعية ، أستاذ دكتور التحليل النفسي والعلاج السلوكي ، فهو يعتقد بان هذه المواقع والفضائيات : تعتبر بشكل أساس نوعا من الاستثمارات الربحية تحت مسمى الزواج ، وللأسف بأهداف واضحة من السقطات غير الأخلاقية بمختلف المقاييس ، وليس في الجانب التجاري وان جاء باستغلال أحلام البسطاء الباحثين عن السعادة والاستقرار !!! سـلبيات الظاهرة بوجهة نظره : المساهمة العلنية في الفســاد ، وبدون مبالغة ... كما وجدت الظروف ما ساعد الاصطياد بالماء العكر من حالة الشباب وظروفهم في المجتمعات العربية بشكل عام ، والملاحظات توضح الأبعاد الحقيقية في سـر الانجراف وراءها ــ هذه المواقع والفضائيات ــ وهو بطبيعة الحال مؤشر قوي على أغراض غيرها في الجديّة والبحث عن النصف الآخر !!! . ويشير لحالات واقعية تضيف كل يوم إلى القائمة ما يعني العلاقة بلعبة ومغامرات طائشة وتجريب لا ينكره الذين يتعاملون مع هذه النوادي الترفيهية ، والافتراض الآخر نسبة زواج فعلي بـ 10 % بأقصى تقدير فان التساؤل هنا عن الـ 90 % ، ناهيك عن معلومات تتوالى في سرعة الطلاق بزواج الانترنت والمراسلة ... الناحية الخاصة بأعداد اكبر في هذه المواقع من البنات والمرأة في حالاتها المعروفة ، فهذه أيضا تجعلنا في مواجهة مؤسفة وقد ظهرت معالم خطر محدق ، ويكون التساؤل عن الأسباب التي أوصلتها لهذا المجال بكل ما يحيطه من معنى للسقوط والفساد وتوقع الاسـوأ !!! من الطبيعي في وجهة نظره ، ان تتجه المرأة لأمور تبحث عنها والزواج حلمها ، ولا تلام في التحايل على الواقع لانها لم تجد البديل أو الحلول الأخرى والعكس عراقيل وتعجيزات مفروضة عليها قسرا ، الذنب يتحمله الأهل في كل ما يحدث وانتظار نتائجه أيضا !!! الخلاصة انك لا تستطيع في المقابل فرض الوصاية على الشباب ( أولاد وبنات ) وهم يتنفسون بالانترنت لان المنع الإجباري أسلوب مضاد للطبيعة النفسية مع الاندفاعات المتزايدة في هذا الاتجاه ، ولن يكون من الصعوبة إعادة صياغة مشروعات التربية وبناء شخصية الناشئة بما يصل بهم إلى قدرة التمييز بين الحلال والحرام وما هو نافع وضار من خلال التوعية أيضا بالإقناع وذلك دور الأسرة والمدرسة كمناهج ومقررات وأسلوب تربية وتعليم في الأداء إضافة لما يصاغ من ادوار في ضوء دراسات المعالجة من مؤسسات المجتمع المختلفة بما فيها الإعلام واصبح المجال متسـعا للتلقي بالتواجد في المنتديات الالكترونية ، حيث تتاح باللغة الرقمية : امكانات الحوار بشفافية ووضوح ... ماهي الحقيقة من كل ذلك ؟؟؟