إذا أخطأت البنت وارتكبت الفاحشة، ينفضح أمرها عند الزواج...
فدليل العذرية الإفتراضي قد طار وولى إلى غير رجعة...
وتبدأ رحلة العذاب والمرارة مع مفاهيم الشرف والتقاليد والأفكار المتقوقعة...
حتى باب التوبة الذي فتحه الله لعباده، أوصدته عقول متحجرة لا تعرف الإيمان ولا الرحمة...
بينما الرجل "المحترم" إذا زنى وارتكب الفاحشة مرات ومرات فانه يخرج من الفضيحة والعار كما تخرج الشعرة من العجين...
فلا دليل مادي ملموس أو محسوس يمكن أن يقام عليه حتى يرتكس في نفس المعاناة والمرارة التي تعاني منها البنت... فلا عذرية للرجل!!
هل هذا عدل؟؟
هل هذا إنصاف؟؟
هل يحقق هذا السلوك الاجتماعي الظالم رضا الله ...والله قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما؟؟
مما علمت وعايشت من قصص التهافت والتفاوت في هذا الإشكال أن احد الرجال الغيورين الذي ما ترك من صاحبة أوروبية له إلا وزنى بها، قام بقتل شقيقته الخاطئة (الحامل) وهي نائمة بيد هاون ،فنفر دمها وشخب كالشلال على الحيطان والسقف والجدران ...
ماتت المسكينة هي وجنينها ، بجريرة لم يجعل الله لها عقوبة إلا الجلد ...
بينما أخوها الفاجر "الغيور" المستخف المتهاون...
قرر أنه أعدل من الله (!)... فنفذ فيها حكم الإعدام بالهاون!!
لماذا لم تلجأ هي إلى دق عنقه وهو نائم بمدفع هاون؟
لأنه فقد عذريته مع الأجنبيات مرات ومرات، وهي تعلم عنه كل تلك الخطيئات؟؟
المجرم دخل السجن وقضى بضعة أشهر(!!) وخرج بأسباب تخفيفية ما أنزل الله بها من سلطان "الدفاع عن الشرف"!!!
كيف يمكن للمجتمع الإسلامي أن يتعقلن ويقيم العدل والإنصاف والمساواة، التي أمر بها الله، في هكذا إشكالية ؟؟
ما هو الخط الفاصل بين أن يكون الرجل ديوثا أو أن يكون صاحب ستر ؟؟
كيف يمكن تفعيل مفهوم "الستر" الذي نادى به الإسلام وأمر به نبي الرحمة والهدى محمد صلى الله عليه وسلم:
"هلا سترت على أخيك"؟؟ :nono: