فهزّت أروى رأسَها بِاستِنكار وهَمَسَت: "كأنّنا ارتكبنا جُرّمَاً !!.. ألا تَرى أنّ النّاسَ كلّهُمْ يستَمِعون للأغانِي ؟!"
––––•(-• بَعْدَ دَقيقةٍ •-)•––––
قَطَعت أسماء على الفتاتَين حَدِيثَهما قائلة : "حمّلت لكُماَ من جهازِي تِلاوَة نَديّة للقرآن الكريم , وبَعْض الأناشيد, وبَعْض المُحاضَرات, أمّا بالنّسبة للأغانِي الّتي كانت على الجهازِ.."
إسراء وأروى معاً: "لاتقولي أنّكِ مَسَحتِها !"
ابتسمت أسماء وهي تناولهنّ الجهازَ لكن الفتاتين تضايقتا من الأمرِ فما أن وطئت أقْدامُهَما عَتبَة البيتِ حتّى ..
إسراء: "بخير, اليوم اشترينا ملابسَ العيد.. ألم أقل لكِ ؟ أنها اشترت عباءة ًأيضاً !"
أروى: "أخشى أن تُصبِحَ هي منْ يمسحُ ملفّاتِ الآخرينَ الخاصّة عمَّا قَرِيب !
إسراء: "..."
أروى: "ألم تقل شيئاً عن غيابِي ؟"
إسراء: "كانت حزينة بعض الشّيء."
أروى: "وماذا قالت عن تصرّفات أختها أسماء ؟"
إسراء: "انسَي هذا المَوضُوع.."
أروى بجدّيّة : "ألَنْ تقولِي ؟"
إسراء: "لا أريدُ التّسبُّبَ بِمشاكل, هي فقط وَصَفَت مَوقِفنا نحنُ بالتّفاهةِ."
أروى: "إذنْ أنا تافهة بِرأي لَيْلى ؟!"
إسراء مُرْتَبِكَة : "أروى أرْجوكِ اهدئي قَلِيلاً.. و لا تُظهِري للَيْلى أنّني قدْ أخبَرتكِ.."
وبَعْد عِدَّةِ أيام.. التقت أروى أسماءَ في الطريقِ فَمَا كانَ منها إلاَّ أن نثرت رمادَ غَيْظِها في وجههِا،
وقالت لهَا :أخبري ليلى أن رسالتَها وصَلَت ، وأنَّ جوابَها إنها إنْ تماَدَت مَعي فإني سأفضَحُها.
بدت الدَّهشة والإستغراب على أسماء
فبادَرَتها : ماذا تقصدين يا أروى ؟؟!!
أروى : ليلى تفهمُ قصدي جيداً .
عادت أسماءُ إلى البيتِ وأخبرت لَيْلى بمَا جَرَى مَعَها .. دَخَلَت لَيلى إلى غرفتِها وحملتِ السمَّاعةَ لتتصلَ بأروى
ليلى : ما هذاَ الكلام الذي قلته لأسماء ؟ يا أروى ماذا تقصدين ؟
أروى بجفاءٍ : قصدي واضح ، تقولين عنِّي تافِهة ، مَنْ منَّا التافِهة ؟؟ لا تتركينِي أُخرجُ القديمَ حتَّى لا أفضحكِ . أم أنكِ نسيتِ !
ليلى : ماذا تقولينَ ، وأيُّ قديمٍ تقصدين .
أروى : ما سمعتِ.
ليلى : أروى....و لكنَّها أغلقتِ السّماعةَ في وجهِها.
اعتلت لَيْلى سَحَابةً من الهمِ ، وتساؤلاتٍ كثيرةٍ دارت بذهنِها
(أيّ قديم تقصِد ؟ .. وعنْ أيّ فَضِيحة تتكلم ؟ ..وهلْ تستَطيع أن تفعلَ ذلكَ لكنْ منْ أينَ علمت أنني قلتُ عنها تافهة ؟
لا أحدَ غير إسراء يعلمُ بذلك ؟هلْ يُعقلْ أن تكونَ قد أخبرَتهاَ )
لكنَّ الهمَّ قدْ فاضَ ، ولم تَتَمكنْ لَيْلى منْ إخفائهِ عندَمَا سألَتها أسماء عندَ عودتِهما من صلاة ِالتراويحِ .
أطرَقَت أسماء صامتة ً، مما زادَ قلق ليلى فقالت : أسماء ، ما بكِ ؟
أسماء : لا شئ ، فقط أستَغْرِب ، كيفَ للأصدقاءِ أن يتكَلموا في بعضهم بسوءٍ.
وكيفَ لكِ أن تشتمِي صديقتكِ يا ليلى من دونِ أن تتثبتِي من صحةِ ما قد قيلَ ؟
كلامُ أسماء وَقَع َكالسِّهام على قلبِ ليلى الجريح ، فزادهاَ ألماً على ألمٍ ولمْ تستطع أن تتفوهَ بكلمةٍ .
أسماء : الحلُّ الوحيدُ حتَّى يعودَ الصفاءُ بينكمَا،هو أن تُبادرِيهاَ بالاعتذارِ يا ليلى .
ليلى : أعتذر ! ، مستحيل لن أعتذرَ فهي التِي أخطأت في حقّي أوّلاً.
أسماء : كِلتاكُمَا قدْ أخطأ ، ولكن ماذا كانت تقصد أروى بكَلامها (أفضَحُكِ ) ؟
ليلى : لا أدري ، لكن ليسَ هنالِكَ أمرٌ أخفيه أو أخشــاه .
(أجَلْ ، فأنا لمْ أفعَلْ أي شئ أخشَى أن تفضحنِي بهِ ،هل تقصد أنها ستخبرَ والديَّ بعلاقتي القديمةِ بـ فادي? أم ستخبرَهُمْ بأنني كنتُ أذهبُ إلى الحفلاتِ الغنائيةِ لا أظنّها ستفعل ذلكَ فقد وقعت في ذلكَ هي أيضاً ، ولكن وضعها يختلفُ عنِّي فوالداها لايعترضان على كلِّ ماتفعلهُ
آه ..لا أدري لماذا قستْ عليّ أروى هكذا رغمَ الذي كانَ بيننَا )
––––•(-• ليلة العيد •-)•––––
وقَبلَ أن تخلُدَ للنوم حملت ليلى هاتِفها وكتبَت :
{هذاَ هو صوتي اليوم معكم ويمكن بكره يغيب عن مسامعكم ، اعذروني لو في يوم كسرت خواطركم أو بكلمة جرحت مشاعركم}
––––•(-• يـوم العيد •-)•––––
كانت تنتظر ليلى مفاجآت كبيرة لم تكُنْ تتَوقعَها
انتهت الصلاة ، وقبل أن تعود للبيت أحست بيدين تغطيان عينيها
أروى : إحزرِي منْ أنَا .. ؟؟
سَكَتَت لَيْلى قَليلاً : أممم ..عَرفتك ..أروى
تعَانَقت الصديقتانِ ، ليلى : لا ...لا غيرَ مَعْقُول !
ما شاء الله جئت بعَبَاءَة ، بالمناسَبَة العَبَاءَة تُلائِمك تَمَاماً.