بسم الله الرحمن الرحيم
من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وجبت له الجنة
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لكل ظالم نهاية فتب واصلح سريعا
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ
رواه البخاري
قال صلى الله عليه وسلم: { أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار } [رواه مسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ
رواه احمد
يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) ، وحقيقة الظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وهذا مناف لكمال الله تعالى وعدله ، فلذلك نزّه الله سبحانه وتعالى نفسه عن الظلم فقال : { وما أنا بظلام للعبيد } ( ق : 29 ) ، وقال سبحانه وتعالى أيضا : { وما الله يريد ظلما للعباد } ( غافر :
31 ) .
أخبرنا معمر عن قتادة أو الحسن - أو كليهما - قال : الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر ، وظلم لا يترك ، وظلم يغفر ، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله ، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم الناس بعضهم بعضا ، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أومظلوما . فقال رجل : يا رسول الله ، أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال : تحجزه ، أو تمنعه ، من الظلم فإن ذلك نصره (البخارى
معظمنا يُدرك هذا المعنى و يحذره
نعم .. يحذر أن يظلم أو يكون حتى سببا في ظلم أحد
و لكن هناك قلوبا قد أصبحت أشد قسوة من الحجارة
ظلمت و تمادت في ظلمها ..
ظنت أن إمهال الله لها .. هو نصر لها
ظنت أنها بفوزها و انتصاراها على من ظلمته
قد انتهى كل شئ و انتهت القصة
و لكن وأسفاه على ضعف عقول هؤلاء الظلمة
وأسفاه على عمى بصائرهم و تناسيهم
أن هناك رب لهذا الكون
رب لا ينسى
رب يمهل و لا يهمل
فلا يفيق هؤلاء إلا بصفعة قوية من الجبار
صفعة تنزل على الظالم نارا و حسرة و ألما
و على المظلوم نصرا و جبرا لخاطره و تعويضا له
و اليوم ..
قرأت قصصا عجيبة لأناس غرتهم الحياة الدنيا
فظلموا .. بل و تمادوا في ظلمهم
و أمهلهم الله لعلهم يرجعوا ..
و لكنهم لم يفهموا إمهال الله لهم ..
فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر
و ها هي قصتهم يرونها بأنفسهم
فاستمعوا لهم لعلها يكون فيها العظة و العبرة :
تحدث (ت .ر) قائلاً:
(استدنت من رجل مبلغ مائتي ألف ريال من اجل إتمام أحد المشاريع
وبعد انتهاء المدة المحددة لاعادة المبلغ حضر الرجل للمطالبة بحقه ولكني قمت بطرده
وأنكرت انه أعطاني أي مبلغ خاصة انه لم يأخذ مني أي إثبات).
توقف ثم واصل قائلاً :
لم أكن اعلم ما ينتظرني بسبب ظلمي ، فبعد مضي ثلاثة أشهر خسرت صفقة بقيمة نصف مليون ريال
ومنذ ذلك اليوم والخسارة تلازمني.
وقد نصحتني زوجتي بإرجاع المبلغ لصاحبه لأن ما يحدث لنا عقاب من الله ولكني مع الأسف
لم استمع إليها وتماديت في المكابرة حتى خسرت أعز ما أملك وهم أبنائي الثلاثة
في حادث سيارة أثناء عودتهم من الدمام .
ويتابع: وأمام ذلك الحدث الرهيب قررت بدون تردد إعادة الحق لصاحبه
وطلبت منه أن يسامحني حتى لا يحرمني الله من زوجتي وابني
ذي السنوات السبع فهما كل ما بقي لي!
~~~~~~~~
قصة أخرى يرويها (سعد) فيقول:
كنت أملك مزرعة خاصة بي وكان بجانبها قطعة ارض زراعية حاولت كثيراً مع صاحبها
أن يتنازل عنها ولكنه رفض.. ويواصل :
قررت في النهاية الحصول على الأرض ولو بالقوة خاصة انه لا يملك اوراقاً
تثبت ملكيته للأرض التي ورثها عن والده، حيث إن أغلب الأهالي في القرى
لا يهتمون كثيراً بالأوراق الرسمية. ويواصل :
أحضرت شاهدين ودفعت لكل واحد منهما ستين ألف ريال مقابل الشهادة أمام المحكمة
إنني المالك الشرعي للأرض وبالفعل بعد عدة جلسات استطعت الحصول على تلك الأرض
وحاولت كثيراً زراعتها ولكن بدون فائدة مع إن الخبراء أوضحوا لي أنها ارض صالحة للزراعة،
أما مزرعتي الخاصة فقد بدأت الآفات من الحشرات الأرضية تتسلط عليها في وقت الحصاد
لدرجة إنني خسرت الكثير من المال .
وبعد أن تعرضت لعدد من الحوادث التي كادت تودي بحياتي قمت بإعادة الأرض لصاحبها
فإذا بالأرض التي لم تنتج قد أصبحت أفضل إنتاجا من مزرعتي
أما الحشرات فقد اختفت ولم يعد لها أي اثر.
~~~~~~~~
و يسرد (ح) تجربته المريرة قائلاً:
عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية حدثت مشاجرة بيني وبين أحد الطلاب المتفوقين
فقررت بعد تلك المشاجرة أن أدمر مستقبله ، ويتابع :
لا يمكن أن يسقط ذلك اليوم من ذاكرتي حيث حضرت في الصباح الباكر
ومعي مجموعة من سجائر الحشيش التي كنا نتعاطاها ووضعتها في حقيبة ذلك الطالب
ثم طلبت من أحد أصدقائي إبلاغ الشرطة بأن في المدرسة مروج مخدرات وبالفعل تمت الخطة بنجاح،
وكنا نحن الشهود الذين نستخدم المخدرات . ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني نتيجة الظلم الذي صنعته بيدي ،
فقبل سنتين تعرضت لحادث سيارة فقدت بسببه يدي اليمُنى. وقد ذهبت للطالب في منزله
أطلب منه السماح ولكنه رفض لأنني تسببت في تشويه سمعته بين أقاربه
حتى صار شخصاً منبوذاً من الجميع واخبرني بأنه يدعو عليّ كل ليلة لأنه خسر كل شيء بسبب تلك الفضيحة.
ولأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فقد استجاب الله دعوته ،
فهاأنا بالإضافة إلى يدي المفقودة أصبحت مقعداً على كرسي متحرك نتيجة حادث آخر !
ومع أني أعيش حياة تعيسة فإني أخاف من الموت لأني أخشى عقوبة رب العباد.
~~~~~~~
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود من الآيات 102 الى 105
بسم الله الرحمن الرحيم
وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)
يقول الله سبحانه وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
وكما أهلكنا أولئك القرون الظالمة المكذبة لرسلنا كذلك نفعل بنظائرهم وأشباههم وأمثالهم، ( إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلته"، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) .
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)
لا إله إلا أنــت , ســبــحــانــك إنــي كــنــت من الــظــالــمــيــن إغفر لي وتب علي
اللهم أعوذ بك يالله من أن تخذلني عنايتك فأظلم أو ُأظلم
أعوذ بالله من الذنوب صغيرها وكبيرها
واجعل لي ياربي حلا ً ومخرجا ً من كل تقصير وذنب في حقك أو حق خلقك
نعوذ بالله سبحانه من زوال نعمه وتحول عافيته وفجاة نقمته وجميع سخطه
نعوذ بالله من صغير وكبير الذنوب
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا
ولاتؤاخذنا ان نسينا أو أخطانا
منقوووول