(على نياته )
هذه الجملة الدارجة ....والبسيطة في تفاصيلها ...العظيمة بمعناها ...
لطالما وقفت عندها كثيرا ...
وترددت في قبولها ....على أنها جملة ...عابره أو
تطلق على أناس ...يراهم البعض ...(حيا الله ناس)
بالمعنى مساكين ...
وأردت أن أغوص في أعماق (على نياته )
معنى النية :
لفظ [النية] في كلام العرب من جنس لفظ القصد والإرادة،
وقد جاء في كتاب الله بلفظ الإرادة والابتغاء قال تعالى:
( وما ينفقون إلا ابتغاء وجه الله)
وحديث النية ...قال صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات ,وإنما لكل امرئ مانوى)
والنية موطنها القلب، لذا كان القلب هو موضوع نظر الجبار سبحانه للحديث: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))
فـ بالنية تتميز العبادات عن العادات ...
فالصيام تسبقه النية ..ليتميز عن الانقطاع عن الطعام لأي سبب..
وكل عمل ابن آدم تسبقه النية ...والابتغاء ...وإلا كل عمله رياء ..
وعندما نتحدث هنا عن (على نياته )
وهو الشخص الطيب ...وقد يصفه البعض (بالخبل)
فالنية موطنها القلب ...وكل الأعمال بالنيات ....
والقلب الطيب ...صاحبه طيب ...وعمله طيب
لذا هو يرى كل شئ طيب ....لايهمه ما يقولون ...الأهم هو يعلم أن نيته خالصة لوجه الله ...
ما أعظمك يا (على نياته )
فدائما يقولون عنه( اللي فقلبه على لسانه ) مسكين!
فتاة تتحدث بصدق ...وعفويه ...وترى كل ما حولها بصفاء ....ينتقدها البعض
مسكينة على نياتها !!
من هم المساكين ...؟
من هم اللذين تلوثت ...قلوبهم وأحاديثهم وظنونهم ...
من هم اللذين أصبحوا ينظرون للناس نظرة غل ...وحقد ..
وتراهم يغمزون ويلمزون ...؟
ويطولون ويتطاولون ؟
ويبنون أوهاما من الظنون السيئة ..
ويتعاملون مع الناس حسب نواياهم الخبيثة...
فسدت النية ففسد العمل ...
وخسروا الدنيا ...والآخره .
موضوع للنقاش