اختلفا.......... فاتفقا
أن يؤدي الإتفاق بين الزوجين وتشابه ميولهما إلى حياة زوجية سعيدة فهو أمر متوقع وسهل حدوثة
أما أن يكونا مختلفين تماما ومع ذلك تسير سفينة الحياة بحب و يسر فهذا هو الأمر الصعب
وكما سمعنا قديما يقولون ( الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية )
ولكم ماذا لو كان هذا الإختلاف ليس في الرأي وحسب إنما........... في كل شيء
قصتنا اليوم هي قصة نجاح زواج دام لسنوات عديدة مع شدة الإختلاف بين الطرفين
تبدأ عندما تقدم لصديقتي شاب مناسب ووافقت عليه وتم عقد القران.....ومع مرور الأيام بدأ الحب يغزل خيوطه بينهما و لكنها أيضا مع الوقت بدأت تكتشف أنهما مختلفان أشد الإختلاف .....
وكل يوم يمر يزداد يقينها بالهوه الكبيرة بينهما
و لأبين لكن مقدار التباين بينهما وحجم االفرق بينهما ......
كانت نظرتهما للأمور مختلفة تماما............ وربما هذا نابع من نشأتهما و طفولتهما المتعاكسة
فطفولته و نشأته كانت في بيئة محافظة أو قد نقول صارمة بعض الشيء أما هي فكان العكس تماما فكانت طفولتها سعيدة ومرحة متحررة أو كما يقولون عندنا بالمصري ( عاشت طفولتها بالطول و العرض)
أما طباعهما فحدث ولا حرج ....فهي عصبية وهو هادئ
هي مرحة سريعة في ردود الأفعال ....هو متزن عاقل متروي في إتخاذ القرارات
هي إجتماعية جدا كثيرة الصديقات و سهلة المعشرأما هو فإنطوائي بعض الشيء قليل الأصدقاء
حتى في الأشياء البسيطة لم يتفقا فألوانهما المفضلة.....بل و أنواع الطعام المفضله لكليهما مختلفة تمام الإختلاف
هو يحب الأكل مالحا وهي لا
هو يحب السكريات و الحلويات هي لا
أما المشكلة الأساسية التي صادفتهما فهي إختلاف أذواقهما ....و بدا هذا الإختلاف واضحا جليا عندما بدءا في إختيار أثاث عش الزوجية
فما يعجبها لا يحبه و ما يراه هو جميل لا ترتاح هي إليه
و بدأ هذا الأمر يثير المشكلات الصغيرة بينهما
حتى أن الجميع قد أستغرب هذا الأمر وخاصة الأم و الحماة
لدرجة أن والدتها قد همست لها في أذنها أنها لم تر في حياتها شخصان مختلفان كل هذا الإختلاف
هل أحسستن بصعوبة الأمر ؟
ومع ذلك لم تتراجع صديقتي في موقفها ....بل لم تهرب مذعورة وتقول أن الحياة معه مستحيلة لشدة إختلافهما
و إنما صممت على النجاح و التغلب على هذه المشكلة
كما رأيتن حبيباتي
كان الفرق بينهما شاسعا كما بين السماء و الأرض
ولم يتفقا إلا على شيء واحد هو حبهما لأحدهما الآخر
وهنا كان يجب أن يكون لهما وقفة معا و إلا أستحالت العشرة بينهما
فكان منها أن اقترحت علييه إقتراحا
وهو ألا يقدما على أي أمر يخص حياتهما ألا بعد ان يتفقا عليه ويرضانه معا..... و يكون هذا أمر ملزما لكليهما و دستورا لحياتهما
وبهذا فقط ......بدأت الأمور تتحسن ..
ومع أن الأمر كان متعبا بعض الشيء .....فكان لكي يتتفقا على أمر يأخذ الأمر منهما بعض الوقت في المناقشات و المداولات ........إلا أنه نجح في النهاية
بل وكان ممتعا لهما .....فلم يجد الصمت لهما سبيلا
و تم زفاهما في النهاية
وبدءا معا حياتها الزوجية و قد صمما كلاهما على إنجاح هذا الزواج
وبدلا من أن يكون إختلافهما نقطة ضعف رهيبة في حياتهما تحول إلى عامل مهم في تقوية علاقتهما ..بل وفي إتزان حياتهما و إستقرارها
فلأن قراراتها كانت سريعة ومتطرفة ...وكانت قراراته متزمتة و صارمة
كان إتفاقهما على أمر من الأمور يكون في مصلحتهما معا لأنه دائما يكون حلا وسط بينهما يرضيهما معا
وهكذا سارت سفينة حياتهما وسط نقاشاتهما التي لا تنتهي و إختلاف وجهات نظرهما و إن كانا دائما ما يحسان أن الحياة لها طعم مع إختلافهما .....ثم إتفاقهما في النهاية
وبعد أكثر من عشر سنوات من هذا الزواج المثير المفعم بالحياة......و كالعادة وفي أحد محاورتهما و كل منهما يحاول إقناع الأخر بوجهة نظره سألته و الضحكة في عينيها متعجبة " كيف أستطعنا مع شدة إختلافنا أن نحصل على حياة مستقرة بهذا الشكل؟
أجابها باسما "ولماذا العجب .....ألا تعلمين أن الأضداد تتجاذب "
كانت إجابته مختصرة وشافيه لها
هنا انتهت القصة حبيباتي ......, لكن
تأكدن أني لما أكتبها للتسلية أو لتقضية الوقت و إنما لأن بها رسالة لكل فتاة بمجرد أن تكتشف إختلاف طباعها أو ميولها عن زوجها تسارع بالإنسحاب...وتقول الإختلاف بيننا كبير ولم تحاول حتى محاولة في حل لهذه المشكلة أو حتى تقليل آثارها
أمر آخر ...تذكرن حبيباتي أن الإختلاف ليس عيبا كما أن الإتفاق في بعض الأحيان قد لا يكون ميزة
وهنا همسة في أذنك أختي الغالية
بحكمتك وهدوءك تستطيعين تحويل نقاط الضعف في زواجك إلى نقاط قوة تساعد في بناء بيت قوي ومتماسك
و بالحب و الإرادة و العزيمة على إنجاح الزواج تستطيعين بعون الله الحصول على السعادة
أسأل الله أن يرزقنا و إياكن حياة سعيدة في الدارين
العرض العادي
