بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ..
فقد استمعت اليوم في إذاعة القرآن الكريم لحلقة من حلقات برنامج ( الدين المعاملة ) الذي يقدمه الشيخ
عبد العزيز بن فوزان الفوزان ، وكان حديثه يدور حول قصة جريج العابد مع أمه ، حينما
كان في صومعته يتعبد فنادته أمه وقالت : ياجريج أنا أمك فكلمني ، فقال جريج : اللهم
أمي وصلاتي ، فكره جريج أن يقطع صلاته ولم يرد على أمه ، فنادته أمه مرة أخرى
وقالت : ياجريج أنا أمك فكلمني ، فأيضا لم يرد عليها جريج وفعل كما فعل في المرة
الأولى ، فدعت عليه أمه وقالت : اللهم لا تُمت جريجا حتى تريه المومسات ( الزانيات ) ،
و لاحظوا هنا أنها قالت ( تريه ) يقول صلى الله عليه وسلم : ( ولو أنها قالت اللهم لا تمت جريج حتى تفتنه بالمومسات ، لفُتن ، فاستجاب الله الدعوة ، ومرت الأيام وجاء مرة صاحب ضأن و استند على صومعة جريج ، فخرجت امرأة من القرية ، فوقع عليها الراعي ، فلما ولدت و رأى الناس ولدها قالوا : ماهذا ؟ ، قالت : أبوه صاحب هذه الصومعة ، فأتاه الناس بمساحيهم وفؤوسهم ، و صادف أن جريج كان في صلاة ، فنادوه فلم يرد عليهم فبدأوا يهدمون عليه الصومعة ، فلما رأى ذلك خرج لهم ومسح رأس الصبي وابتسم ثم قال له : من أبوك ؟ ، قال الصبي : أبي هو الراعي ، فصاح الناس وقالوا لجريج : نبني ما هدمنا من صومعتك بالذهب والفضة ، فقال : لا ولكن أعيدوها من تراب كما كانت .
الشاهد من هذه القصة أن الله استجاب دعوة أم جريج عليه لأنه لم يرد عليها ، رغم أن المانع أنه كان في صلاة وعبادة ، فكيف لو كان المانع أنه كان في لهو وخمول وكسل ، و رأي العلماء في ذلك أن الإنسان إذا كان في صلاة نافلة فناداه والده ، فإن كان يعلم أنه لو علم أنه في صلاة لعذره ، فعليه أن يُتم صلاته ، فإن كان يعلم أن والده لا يعذره لكونه في صلاة نافلة فإن إجابة الوالد فرض ، و صلاته نافلة فيقطع صلاته ويجيب والده و للعلماء في ذلك خلاف إذ بعضهم يرى غير ذلك فإذا كان خلاف العلماء في مسألة يكون فيها الإنسان في عبادة فكيف إذا كان لا يمنعه من إجابة والديه إلا الكسل وما شغله عنهم إلا مشاهدة التلفاز أو الجلوس أمام أجهزة الحاسوب ، فلا شك أن واجب الأبناء تجاه والديهم عظيم و كبير فاللهم اغفر لنا تقصيرنا تجاه والدينا ، و أعنا على برهم و اجمعنا بهم في مستقر رحمتك . اللهم آمين
العرض العادي
